منذ افتتاح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف فقد زاد إنتاجه على «180» مليون نسخة من مختلف الإصدارات كما أنجز ما يقارب أربعين ترجمة لمعاني القرآن الكريم، وذلك لاستكمال ترجمة معاني القرآن الكريم لمعظم لغات العالم. وقد حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - على خدمة كتابه الكريم، وذلك بالترجمة الصحيحة والموثوقة لفهم كتاب الله عز وجل، ولكي يأخذ الآخرون صورة واقعية وايجابية لكتاب الله الكريم ومبادئه السامية. وفي إطار ترجمة معاني القرآن الكريم للغة العبرية فقد صدرت اربع ترجمات كاملة لمعاني القرآن الكريم لعدد من المستشرقين وهي: الترجمة الأولى لتسفي حاييم هيرمان ريكندورف في المانيا عام 1857م، والترجمة الثانية ليوسف يوئيل ريفلين وصدرت في فلسطين عام 1936م، ثم صدرت طبعتان منها في 1963 و1971م في فلسطينالمحتلة. والترجمة الثالثة قام بها أهارون بن شيميش وصدرت منها طبعتان في عامي 1971م و1978م والترجمة الرابعة صدرت في عام 2005م لأوري روبين وهو مستشرق إسرائيلي متخصص في علوم القرآن والحديث والتفسير. ويشير المترجم الاسرائيلي في هذه الترجمة الحديثة إلى أن ما دفعه إلى إنجاز هذه الترجمة هو أن الترجمات السابقة كانت مكتوبة باسلوب صعب ومعقد وبعضها مكتوب بلغة تلمودية قديمة يصعب على القارئ الاسرائيلي المعاصر ان يفهمها، كما أن بعضها مكتوب بأسلوب غير دقيق وغير مطابق للأصل. ولذلك فإن ترجمة روبين - كما يقول - هي ترجمة بسيطة لا تحيل إلى التعقيدات اللغوية، كما يرفق المترجم بهذه الترجمة بعض الملاحظات والتفسيرات التي تعين القارئ الإسرائيلي على فهم النص. ولا يمكن الاطمئنان إلى هذه الترجمة او غيرها من ترجمات المستشرقين مهما ذكر المترجم بأن الهدف منها هو اطلاع القراء اليهود على معاني القرآن الكريم لمساعدتهم على فهمه والتعرف على دعوته السامية، ولا شك ان هذه الترجمة تأتي في سياق المراحل التي مر بها الصراع العربي - الصهيوني، حيث إن كل ترجمة من الترجمات إلى اللغة العبرية ترتبط بمرحلة من مراحل تطور الصراع بين الحق العربي في الارض المسلوبة... وبين الباطل الذي يدعيه المغتصبون الصهاينة.. ولذلك فانني آمل ان تصدر الترجمة العبرية لمعاني القرآن الكريم، والتي يقوم مجمع الملك فهد بهمة ونشاط من أجل انجازها في اقرب وقت ممكن. ولا شك أن هذه الترجمة التي يتابعها معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ سوف تسد نقصاً كبيراً في تعريف الكثيرين من المتكلمين بالعبرية على مبادئ الاسلام.. دين الحق والسلام، بعيدا عن التحريف او التشويه الذي تحفل به كثير من الترجمات الأخرى.. والله ولي التوفيق.