هناك قناعة اليوم لدى إلياس صنبر مندوب فلسطين لدى منظمة اليونسكو التي تتخذ من باريس مقراً لها أن المعركة التي يخوضها الفلسطينيون لإدراج كنيسة القيامة وطرق الحج في بيت لحم في قائمة التراث العالمي معركة شرسة بالرغم أنها معركة تقوم على الشرعية والمنطق السليم. ويعد صنبر أن إصرار الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل على ممارسة ضغوط على لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو لن يحول دون الفلسطينيين ودون الدفاع عن طلبهم المشروع خلال الدورة السادسة والثلاثين التي تعقدها لجنة التراث العالمي في مدينة سان بطرسبرغ الروسية من الرابع والعشرين من الشهر الجاري إلى السادس من الشهر المقبل. ويسعى الفلسطينيون منذ سنوات إلى إقناع لجنة التراث العالمي بضرورة إدراج كنيسة القيامة فيه لعدة أسباب منها أنها تتعرض منذ أكثر من نصف قرن إلى التهويد وإلى مخاطر كثيرة أخرى. ولكن الضغوط الإسرائيلية والأمريكية لعدم الاستجابة للطلب الفلسطيني عرقلت حتى الآن المساعي الفلسطينية. بل إن هذه الضغوط هي التي كانت وراء تقرير أعده خبراء لجنة التراث العالمي ويرون فيه مثلا أنه كان على الطرف الفلسطيني إقامة مقارنة بين كنيسة القيامة وكنائس أخرى بالنسبة إلى أهميتها التاريخية والمخاطر التي تهددها. ويقول الفلسطينيون إن في هذه المطالب محاولة سخيفة لجعل منظمة اليونسكو تتهرب من مسئولياتها للحفاظ على بعض المواقع العالمية التي لا تحتاج فعلا إلى براهين لتأكيد انتمائها إلى التراث العالمي. وحسب كنيسة القيامة إنها شهدت ميلاد السيد المسيح عليه السلام حتى تسجل في قائمة التراث العالمي. كنيسة القيامة يمكن أن تصبح عما قريب جزءاً من التراث العالمي والمهم أن الفلسطينيين يسعون اليوم إلى كسب معركتهم الرامية إلى تسجيل كنيسة القيامة أول موقع من المواقع الفلسطينية في قائمة التراث العالمي. وهم يدخلون هذه المعركة ومعهم أوراق كثيرة منها أن العلم الفلسطيني أصبح يرفرف فعلا أمام مقر منظمة اليونسكو منذ أن أصبحت فلسطين في الواحد والثلاثين من شهر أكتوبر الماضي بلدا كامل العضوية في هذه المنظمة الدولية برغم الضغوط الكثيرة التي مورست على المنظمة من قبل إسرائيل والولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى كثيرة. زد على ذلك أن الفلسطينيين سيقدمون إلى لجنة التراث العالمي تقريرا مضادا أعده خبراء عالميون ويفند كل الحجج التي قدمها خبراء اليونسكو. والملاحظ أن قرار إدراج كنيسة القيامة في بيت لحم في قائمة التراث العالمي سيصبح فاعلا إذا صوت عليه مندوبو ثلثي الدول الإحدى والعشرين الأعضاء في لجنة التراث العالمي، ومن بينها أربع دول عربية هي الجزائر ودولة الإمارات العربية والعراق وقطر، وأما الدول غير العربية الأخرى الأعضاء في اللجنة فهي: إفريقيا الجنوبية، ألمانيا، كمبوديا، كولومبيا، إستونيا، أثيوبيا، روسيا، فرنسا، الهند، ماليزيا، مالي، المكسيك، السينغال، صربيا، سويسرا، تايلاند، واليابان.