« أقتدي بسلطان ونايف والمسؤولية كبيرة». بهذه الكلمات الطيبة الصادقة ، وبهذا التواضع الجمّ خاطب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله المبايعين له بولاية العهد ونيابة رئيس مجلس الوزراء . وهذه البيعة المباركة التي جسدت التفاف الشعب السعودي الكريم حول قيادته التي يبادلها الوفاء والإخلاص ، تؤكد سلاسة انتقال المسؤولية الوطنية في المملكة العربية السعودية الشقيقة وفقاً لمبادئ راسخة وتقاليد عريقة مستمدة نصاً وروحاً من الشريعة الإسلامية السمحة . ويقول سموه:»إنه لشرف عظيم لي أن يعهد إليّ خادم الحرمين الشريفين بهذا المنصب ، وسأبذل – إن شاء الله - كل جهدي حتى أكون عند حسن ظنه وثقته الغالية .. وبتوجيهات وإرشاد خادم الحرمين الشريفين سنصل – بإذن الله - إلى ما يريد بما يحقق لبلادنا المزيد من الأمن والاستقرار والحمد لله هذا متوفر الآن «. إن صاحب السمو الملكي ولي العهد يشعر بحجم المسؤولية الكبيرة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين على عاتقه ، واقترنت ببيعة الشعب الكريم .. وهي مسؤولية وأمانة عظيمة ، ندرك جميعاً أن سموه حفظه الله هو أهل لها كفاءة وقدرة واقتداراً ، لما يتمتع به من صفات وسمات كريمة وما يحظى به من تقدير وتبجيل واحترام لدى الجميع. وإحساس سموه بالمسؤولية الكبيرة هو الذي جعله يشير إلى أنه يقتدي بمن سبقوه في تحملها ، وخاصة المغفور لهما بإذن الله الأميرين نايف وسلطان رحمهما الله ، ليكون سموه – أدامه الله- خير خلف لخير سلف . فلا شك أن إدراك حجم المسؤولية هو المفتاح الحقيقي للنجاح في أدائها والنهوض بها على خير وجه،وإشارة سموه إلى القدوة الماثلة أمامه ، فيمن سبقوه،هوتأكيد لصفة الوفاء التي طالما عرفها الجميع عن سموه مما يجعل الطريق مفتوحا أمام توظيف التجارب المختزنة وتطبيق الأفكار المستفادة والبناء عليها في خدمة الدين والملك والوطن والمواطن ، بكل ما يحرص عليه سموه من إخلاص ومصداقية وقدرة على العطاء المتميز في جميع المجالات . ونظرة سموه الإستراتيجية وخبراته القيادية الممتدة وثقافته الواسعة،وما يتحلى به من حكمة وبُعد نظر ورؤية ثاقبة كلها ستكون معيناً له في مسؤولياته الكبيرة التي نسأل الله أن يوفقه إلى القيام بها، وهو الموفق والمعين دائماً. لقد عرفت سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه رجلاً سمحاً كريماً جمّ التواضع وعلى خلق كريم، وتلك صفات وسمات تتأكد بالتواتر وتشع منه على من حوله لتتواصل مسيرة العطاء والنماء والتطور بما يكفل الربط المتين بين الماضي والحاضر ، والأصالة والمعاصرة ، وصولاً إلى مستقبل أكثر إشراقا ، والى المزيد من الخير والفلاح والصلاح للأجيال القادمة . أما العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين وشقيقتها المملكة العربية السعودية فهي علاقات أخوية تاريخية وطيدة وراسخة،وهي تستمد قوتها من رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة،حفظهما الله ورعاهما ، وتزداد رسوخاً وثباتاً وتطوراً ، بفضل جهودهما الحثيثة المباركة . وبلا شك فإن لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله دوراً مهماً في دعم مسيرة هذه العلاقات وتعزيزها ونمائها ، بما عرفناه فيه من محبة صادقة ونظرة مستقبلية بعيدة المدى. وإذا كنا ننظر إلى جهود سموه المتصلة بعين الأمل والرجاء دائماً ، فإننا نستذكر هنا بكل التقدير والاعتزاز وقفات المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ،رحمه الله ، ودوره المميز في المسيرة المشتركة لبلدينا الشقيقين ولدول مجلس التعاون الخليجي ، وللعالمين العربي والإسلامي كافه . أمّا وقد أودعنا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله، عند مليك مقتدر ، فإن ما يعزينا بفقد هذا الرجل الكبير قدراً ومسؤولية وعطاء، أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان حفظه الله ، هو خير خلف لخير سلف ، في مسيرة متصلة مستمرة بمشيئة الله وتوفيقه لما فيه خير البلاد والعباد، ومصلحة دول الخليج العربية وسعيها الحثيث إلى الارتقاء بتعاونها الوثيق إلى مستوى الاتحاد الخليجي وفقاً لمبادرة خادم الحرمين الشريفين أيده الله ، وكذلك لكل ما يحقق المصلحة العليا للأمتين العربية والإسلامية ، والله المستعان وهو ولي التوفيق. *سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية