سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز شخصية غنية عن التعريف، فلم يأتِ اختيار خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- لسموه ليتولى حقيبة وزارة الداخلية من فراغ فبعد نظرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومعرفته بالرجال المخلصين العاملين المنافحين عن دينهم والخادمين لبلدهم وشعبهم، جعلت الاختيار ينصب على سموه لما يتمتع به من هدوء وحكمة وبعد نظر وخبرة طويلة في مجالات الأمن والإدارة، حيث نجح وبكل اقتدار في تحقيق الأمن على مستوى مملكتنا الحبيبة والقضاء على العمليات الإرهابية مساعدا أيمن لأخيه سمو الأمير نايف رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. إن شعب المملكة العربية السعودية يتطلع وبكل تفاؤل أن يكون في سمو الأمير خير خلف لخير سلف، وبمشيئة الله سيتحقق ذلك حيث إن التاريخ يشهد لسموه بسجل حافل وبمهمات جسام أوكلت إليه وأداها بكل حكمة واقتدار، فهو من الطراز النادر وسياسي حكيم له نظرة شمولية وفكر نير وقيادي يملك نظرة ثاقبة في معالجة كثير من الأمور وخاصة الأمنية منها، ويحظى بالاحترام والتقدير من كل فئات المجتمع لما يتصف به من حضور لافت على كافة المستويات المحلية والخارجية. وهذه الثقة الملكية الكريمة كانت محل تشريف وتكليف ليحمل سموه مسؤولية مواصلة إكمال المسيرة والتقدم لما فيه تطور هذا الوطن الغالي ورفعته والحفاظ على ثوابته وقيمه وأمنه. ولاشك أن تولي سموه الكريم لكثير من المسؤوليات الجسام تأتي لتبرز القدر الكبير من معالم شخصية سموه كقيادي له خبرة طويلة في كافة المجالات، ويتوقع أن يكون هذا التشريف بإذن الله خير معين لسموه الكريم على أن يضيف نجاحات أخرى لرصيده في خدمة دينه ووطنه وأمته. لقد سطر سموه عبر تاريخه الناصع العديد من الإنجازات التي شهدتها الساحة المحلية والخليجية والعربية، سخرها لخدمة دينه ووطنه بكل تفانٍ وإخلاص. لقد جاء تعيين سموه الكريم وزيراً للداخلية تقديراً وتثميناً لمسيرة عطائه والتي استفاد منها في تكوين رؤى واضحة ومتمعنة بأحوال المجتمع السعودي والدولي والمسؤوليات المناطة بسموه في كل عمل أوكل إليه. ويشهد الجميع ممن التقى أو عرف سموه بما يحظى به من إدراك وبعد نظر وقوة شخصية وهو ما جعله متميزاً وناجحاً وقيادياً وإدارياً والشيء من معدنه لا يستغرب. إن سلامة منهج هذه البلاد وعقيدتها الصحيحة تظل الداعم الأكبر لكل قياديي الدولة ومسؤوليها تشد من أزر كل من يعتلي هرم المسؤولية وتهيئ له من أسباب العون ليكون سداً منيعاً في وجه كل حاقد وحاسد. لقد كانت جهود سمو الأمير أحمد بن عبد العزيز واضحة للعيان في بناء وطننا وتطوره في مجالات شتى، مما كان سبباً بعد توفيق الله سبحانه وتعالى في تطور هذه البلاد وازدهارها ورفعة شأنها بين دول العالم أجمع. إن انجازات وأعمال سموه الكريم تتحدث عن نفسها ويشهد عليها التاريخ لتكون نبراساً يحتذى وتذكر فتشكر فبفضل الله ثم دعم قيادتنا الرشيدة كان لسموه الدور الكبير في كسر شوكة الإرهاب والحفاظ على أمن البلاد في أرجاء وطننا الكبير. لقد جاء تعيين سموه الكريم وزيرا للداخلية في وقت نحن في أمس الحاجة إلى مواصلة تلك الأعمال التي أنجزها سمو الأمير نايف -رحمه الله-، والتي لا تخفى على سموه حيث كان العضد الأيمن والمساعد الأول لسموه -رحمه الله-، كما أن تعيين سموه تثمين لمسيرة عطائه منذ توليه منصب المسؤولية حيث تولدت لديه الكثير من الخبرات والتي استفاد منها في تكوين رؤيا واضحة وثاقبة بطبيعة العمل والمسؤوليات المناطة بسموه في كل عمل أوكل إليه، ويفهم ذلك كله من التقى بسموه وسمع منه وتعامل معه، فمن طباعه الحزم والهدوء والحلم والحكمة في تعاملاته مما انعكس على نجاحه قيادياً وإدارياً، ورجل دولة من الطراز المميز، ما يؤكد أن الوطن بحاجة لخبراته وحكمته. وختاما أشكر خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- على هذا القرار، وأهنئ سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز على هذه الثقة الغالية بتعيينه وزيراً للداخلية وأهنئ الشعب السعودي الكريم وأدعو الله سبحانه وتعالى لسموه العون والتوفيق والسداد، لتحقيق ما فيه أمن وسلامة هذا الوطن الغالي ومن يعيش على أرضه المباركة. * وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية