لقد تجلت حكمة وبُعد نظر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - في كثير من الأمور والمواقف وعلى شتى الأصعدة والمستويات، وما تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، إلا دليلٌ على ذلك. وسمو الأمير نايف - حفظه الله - يشهد له تاريخه وسجله الحافل بالمهمات الجسام التي تولاها منذ نشأته، وهو من الطراز النادر وسياسي حكيم له نظرة شمولية وفكر نير وقيادي يملك نظرة ثاقبة في معالجة الأمور السياسية والاجتماعية والأمنية، ويحظى بالاحترام والتقدير من كل فئات المجتمع لما يتمتع به سموه الكريم من حضور لافت على كافة المستويات العربية والإقليمية والعالمية. وهذه الثقة الملكية الكريمة كانت محل تشريف وتكليف ليحمل سموه مسؤولية مواصلة إكمال المسيرة والتقدم لما فيه تطور هذه البلاد ورفعتها والحفاظ على أمنها. ولا شك أن تولي سموه الكريم لكثير من المسؤوليات الجسام تأتي لتبرز القدر الكبير من معالم شخصية سموه كقيادي له خبرة طويلة في كافة المجالات الاجتماعية والأمنية والسياسية، ويتوقع أن يكون هذا التشريف بإذن الله خير معين لسموه الكريم على أن يضيف نجاحات أخرى لرصيده في خدمة دينه ووطنه وأمته الإسلامية. ودوماً وأبداً نجد سموه مع شباب هذه البلاد بتوجيهاته ونصحه وأبوته، وله أياد بيضاء في دعم توجهات الدولة للسعودة كأحد مرتكزات التنمية الشاملة في البلاد. لقد سطر سموه عبر تاريخه الناصع العديد من الإنجازات التي شهدتها الساحة المحلية والإقليمية والخليجية والعربية والتي سخرها لخدمة دينه ووطنه بكل تفان وإخلاص بل وكانت من مشاهد التماسك والتعاون العربي على المستوى الأمني وتطوير العمل الأكاديمي فيه من خلال جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والتي تعد أحد قواعد العمل الأمني محلياً وعربياً، والتي تعكس جهود سموه الكريم لدعم العمل الأمني العربي المشترك. لقد جاء تعيين سموه الكريم نائباً ثانياً تقديراً وتثميناً لمسيرة عطائه والتي استفاد منها في تكوين رؤيا واضحة ومتمعنة بأحوال المجتمع السعودي والدولي والمسؤوليات المناطة بسموه في كل عمل أوكل إليه. ويشهد الجميع ممن التقى أو عرف سموه بما يحظى به من إدراك وبُعد نظر وقوة شخصية وهو ما جعله متميزاً وناجحاً وقيادياً وإدارياً والشيء من معدنه لا يستغرب. إن سلامة منهج هذه البلاد وعقيدتها الصحيحة تظل الداعم الأكبر لكل قياديي الدولة ومسؤوليها تشد من أزر كل من يعتلي هرم المسؤولية وتهيئ له من أسباب العون ليكون سداً منيعاً في وجه كل خلل أو تقصير. لقد كانت جهود سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز واضحة للعيان في بناء دولتنا وتطويرها أمنياً واجتماعياً واقتصادياً، مما كان سبباً بعد توفيق الله سبحانه وتعالى في تطور هذه البلاد وازدهارها ورفعة شأنها بين دول العالم أجمع. ولعل في الحرب على الإرهاب والفئة الضالة دلالة واضحة على حكمة سموه حيث تولى دفة معالجة قضايا الإرهاب وتعامل معها وفق ما يقتضيه الشرع الحكيم ومصلحة البلاد العليا انطلاقاً من الأمانة التي يحملها سموه تجاه دينه ووطنه. إن إنجازات وأعمال سموه الكريم تتحدث عن نفسها ويشهد عليها التاريخ لتكون نبراساً يحتذى وتذكر فتشكر فكان سموه - حفظه الله - السد المنيع في وجه العابثين بأمن هذه البلاد، وبفضل الله ثم دعم قيادتنا الرشيدة كان لسموه الدور الكبير في كسر شوكة الفساد والحفاظ على أمن البلاد في أرجاء وطننا الكبير. وأختم بخالص التهنئة والتبريكات لسموه الكريم على هذه الثقة الغالية وأهنئ نفسي والشعب السعودي الكريم بك وبالأسرة الكريمة الحاكمة وأدعو الله سبحانه وتعالى لسموه العون والتوفيق والسداد. وأن يحفظ الله علينا ديننا وأمننا ووطننا في ظل قيادتنا الرشيدة.. اللهم آمين. ٭ وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية