مثلما تفاجأت المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا ومقيمين، تفاجأت الأمة العربية والإسلامية بفقد أحد رموزها البارزين ورجالات الأمن المخضرمين الذين لهم باع طويل في بسط أمن واستقرار ورخاء المنطقة الخليجية والعربية ، لما عرف به فقيدنا الكبير صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز»رحمه الله» من شخصية قوية صارمة وحنكة في القيادة ومؤثرة وفذة في صناعة واتخاذ القرار الحاسم والعادل في صد ودحر شرور الإرهاب وأخطاره واجتثاث منابعه ومصادر تغذيته، في الداخل والخارج ،فكان فقيدنا الراحل الكبير شخصية بارزة ورادعا قويا امام الرياح الصفراء والأطماع المغرضة التي حاولت زعزعة امن واستقرار بلادنا العزيزة،وقطع يد كل من أساء وتجاوز على مقومات وثوابت الوطن ومقدراته، فكان السد المنيع والطود الذي لا يلين والقوي والصارم في مواجهة المخربين والمهربين الذين يريدون ان يعيثوا بالأرض فسادا، ويخربوا البلاد ويفتكوا في عقول العباد فكانت وقفاته المشهودة الجدار الحصين امام هذه الأطماع الشاذة والنوايا المغرضة والخبيثة لقطع جماح أفكار ونوايا وأعمال أصحاب الفتن المغرضة والأفكار الشريرة. ولم تثنه بصد وردع الأشرار وأفكارهم المسمومة والهدامة لومة لائم فكان القوي مع الشرير والمتسامح مع التائب والعطوف مع الضعيف والرحيم بالفقير، وكان الرادع والحاسم والمتسامح لما يمتلكه من مهارات وقدرات قيادية وفكرية وإدارية جعل العالم الإسلامي والعربي يعدد مناقبه ونواياه وخصاله الإيجابية والكثيرة التي لا تعد ولا تحصى ، حيث ان الفقيد الكبير كان يتحلى بالحلم والبصيرة والمعرفة والنظرة الثاقبة في اتخاذ القرارات المصيرية المناسبة في الوقت المناسب ، وكان متحدثا لبقا ومحاورا قويا ومستمعا فطنا عندما يريد احد ان يدلي برأيه أو بمشاورة لأجل الوطن والصالح العام، وبنفس الوقت كان صارما وحادا وجديا مع من يريد تمرير أفكاره المريضه للمساس بأمن الوطن وزعزعة الاستقرار. وحتى في رحيله «رحمه الله» كان قد أوصل رسالة واضحة وصريحة للمغرضين بأن الرجل الكبير العربي الإسلامي يعيش ويرحل بهذه الطريقة الإسلامية الصحيحة ، وما كانت هذه الجموع التي أدت الصلاة على جثمانه الطاهر بمكة المكرمة وفي البيت الحرام إلا انها رسالة تفرح الصديق وتغيظ الأعداء فهذا هو ديدن سيرة الرجل الكبير في حياته ووفاته. رحم الله فقيدنا الكبير صمام أمان المملكة وأسد عرين أمنها ، وبهذا المصاب الكبير نعزي مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزبز»حفظه الله ورعاه» وولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أبقاه الله ذخرا وخير خلف لخير سلف، وكذلك نعزي حكومتنا الرشيدة والشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية بهذا المصاب الجلل ضارعين إلى الله سبحانه أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه، انه سميع مجيب الدعاء.. (إنا لله وإنا إليه راجعون)