ليس بمستغرب أن يخيّب الشعب السعودي الأبيّ ظنون الحاقدين والفاسدين، الذين حاولوا بكل ما أوتوا من قوة النفاذ بأفكارهم الهدامة تجاه مجتمع آمن مطمئن، والذين تفاجأوا بمقاومة شديدة جعلت فيروساتهم الخبيثة تعود أدراجها، لتنشر الأسى والخزي في نفوس شرذمة اتخذت سبيل الضلال والتضليل نهجاً وعادة، ومما لا شك فيه ان دعوات التظاهر والاعتصام أضحت محصلتها النهائية ايجابية بالنسبة لنا، فمن جهة زادت اللحمة بين أبناء الوطن ليكونوا صفاً كأنهم بنيان مرصوص في وجه كل محاولة تهدف لإشاعة جو من الفوضى أو زعزعة أمن واستقرار بلاد الحرمين الشريفين ، ومن جهة أخرى انكشفت الأقنعة وظهرت حقيقة وجوه تحمل حقدا دفينا ونوايا مشينة، تجاه مملكة الإنسانية، وقد كان ذلك جلياً من خلال بعض وسائل إعلامهم، التي ارتأت قلب الحقائق والتلاعب في المصطلحات والعبارات لتحقيق مكاسب واهية وتمرير أجندة الفتنة الخاسرة. عندما قال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية إن أي إصبع تمتد إلى المملكة سوف تُقطع، فهو يعني ما يقول، لأنه يدرك يقيناً ان المملكة العربيةالسعودية حكومة وشعباً على قلب رجل واحد ضد أي عابث يحاول التطفل أو المساس بشؤون البلاد الداخلية بأي حال من الأحوال، وهذا ديدن أهل هذه الديار الطاهرة حكاماً ومحكومين، فقد جُبلوا على الوحدة والثقة المتبادلة، وهذه إرادة الله وحكمته وفضله الذي يؤتيه من يشاء من عباده، وقد دأبت المملكة منذ تأسيسها على التمسك بكتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وعلى تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع شؤون الحياة، وهي تضطلع بمسؤولية كبيرة إزاء الأمتين العربية والإسلامية، كونها تحتضن الحرمين الشريفين، ومن هذا المنطلق فإن الحفاظ على الأمن والاستقرار في ربوع هذا الوطن أمر مُلحّ، ومسؤولية مشتركة لا تسقط عن أي فرد يتنفس هواءه ، ويفترش أرضه ، ويتدثر سماءه. ما عرفه القاصي والداني والصديق والعدو أن رسالة الشعب السعودي كانت واضحة للجميع، وهي عدم المساومة على أمن الوطن ومستقبله ومقدراته بأي شكل من الأشكال، وقد كان يوم الجمعة الماضي كأي يوم جمعة مبارك، وإذا كان فئة من المغرضين من خفافيش الظلام أرادوا أمرا فإن الله غالب على أمره، والحقيقة التي لاحظها الجميع انه لم يلتفت الناس لتلك الدعوات ولم يعيروها أي اهتمام، لعلمهم أنها أبواق فتنة وفساد واضحة الأهداف والمقاصد، والمواطن السعودي على قدر عال من الوعي والثقافة ولن يطرب لدعوات النشاز المغرضة، ونحمده سبحانه أننا في بلد وُلاته يفتحون الصدور قبل الأبواب لأي رأي أو فكر يخدم الوطن ومواطنيه، وبهذا تنتفي فكرة المظاهرات و الإعتصامات التي تجرّ إلى الخراب والدمار وضياع الحقوق وإشاعة الفوضى. م/ عايض الميلبي -ينبع