كان شخصية أمنية بكل ما تعنيه هذه الكلمة لإيمانه العميق - رحمه الله - بأن مسؤولية الأمن عبء يقع على كاهل كل مواطن. إننا نواجه جميعاً مرارة فقده ونتجرع قوة الصدمة. لقد قضى على الإرهاب والإرهابيين وأمضى 38 عاماً يمارس عمله الأمني إلى جانب أعماله الأخرى والكثيرة لقد كان مدرسة للأمن استفاد منه أفراد وضباط وكافة منسوبي وزارة الداخلية. إنه - رحمه الله - ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حريص على متابعة الحج الذي يشرف عليه بنفسه كل عام طيلة عمله بوزارة الداخلية وسعى لراحة الحجاج الذين أتوا إلى المشاعر من كل حدب وصوب. لقد حرص على ايصال التبرعات للمستحقين والحد من استغلالها بشكل اعتباطي. إنه فقيد مجتمعه بل هو فقيد عالمه العربي وعالمه الإسلامي. لقد استطاع تطويع الكلمة بكل مناسبة يحضرها وله اليد الطولى في تمويل صندوق تنمية الموارد البشرية لبرنامج التوظيف في القطاع الخاص بدعم من الصندوق. لقد انتشل وطنه من أوحال الفتن وأصبح المواطن يتوسد مخاد الأمن في بيته وهو آمن على نفسه وأسرته في فترة كان الإرهاب سائداً في أرجاء الوطن لقد زرع رمال الوطن ورداً وأقحواناً. لقد اتجه للشباب الذين أرادت القاعدة ان تستخدمهم أدوات للفوضى الفكرية، حكمة نايف استطاعت أن تسيطر على الموقف وتنشر الأمن حيث استطاع أن يستوعب هؤلاء الشباب وانتشالهم من الفكر الضال الذين غرسته القاعدة في أذهان هؤلاء الشباب. إنه العملاق الذي التف حوله أبناء الوطن ومحبيه، بالأمس عصفت صروف الزمان بذهاب الفقيد نايف وترك ذكراه خالدة ومحفورة في ذاكرتنا على مر السنين تترجمها أعماله التي تنوف على 38 عاماً أيها الأمير العملاق تركت سيرة عطرة يحكيها الأجيال ويحفظها عن ظهر قلب. رحم الله الفقيد نايف بن عبدالعزيز آل سعود وتغمده بواسع رحمته.