عبر الدكتور خالد الدريس المشرف على كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود عن بالغ الحزن والأسى لرحيل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - يرحمه الله - رافعاً خالص التعازي والمواساة للقيادة الرشيدة ولأصحاب السمو الملكي اخوان وأبناء فقيد الوطن. وقال الدكتور الدريس، لقد كان يرحمه الله سباقاً في الاهتمام بالفكر والعناية به، باعتباره ركيزة لتحقيق الأمن الشامل، وهو الأمر الذي تجلى في النجاح الباهر لسياساته وجهوده في التصدي لجرائم الإرهاب والتي اعتمدت على التصدي للفكر الضال الذي يغذي هذه الجرائم. وأضاف الدكتور الدريس أن اهتمام سمو الأمير نايف بالأمن الفكري ورعايته للكرسي العلمي لدراسات الأمن الفكري والذي شَرُف بحمل اسمه الكريم وأنجز بتوجيهاته الكريمة الإستراتيجية الوطنية للأمن الفكري، والإستراتيجية العربية للأمن الفكري ليس إلا جزءاً يسيراً من اهتمامه الشمولي بالفكر عموماً وقد استمعت من أحد أبناء سموه عن مدى اهتمامه رحمه الله بتنشئتهم على العناية بالأمور الفكرية، ومدى عنايته الخاصة بالوقاية الفكرية في تربيتهم ، بل أكد على أن سموه في جلساته مع أبنائه كان يؤكد دوماً على أولوية الفكر على سائر الأمور الأخرى بعد التربية الدينية العقدية . وقد أخبرني أحد فضلاء الكتاب أنه عرض على سمو الأمير نايف رحمه الله مرة كتاباً له في الوطنية وما يتصل بها من هموم وشؤون وتأصيل شرعي إسلامي لها، فطلب سموه منه بعض النسخ الإضافية لأبنائه الذكور والإناث ، وكان ذلك الموقف علامة مهمة تدل على أن أولوية الفكر في رؤية نايف بن عبدالعزيز حقيقة أسرية قبل أن تكون رؤية مسؤول وأحد قادة الحكم المؤثرين في بلادنا، ويخبرني ذلك الفاضل عن الأثر الكبير الذي تركه ذلك الموقف فيه ؛ لأنه أدرك أن هموم الوطن لدى سموه هي هموم بيته وأبنائه ، فما يحبه لفلذات كبده يتمناه لعموم أبناء شعبه على السواء. وهو ما يؤكد أن نايف بن عبد العزيز رحمه الله الإنسان والمسؤول كانت تتمحور حول أولوية الفكر من حيث سلامته واستقامته على هدي الشريعة الغراء أولاً، ثم بما يطوره وينميه بكل نافع ومفيد .. نسأل الله أن يشمله برحمته ومغفرته لقاء كل ما قدم لوطنه وأمته.