أعرب المشرف على كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود ورئيس الفريق العلمي المكلف بإعداد الاستراتيجية الوطنية للأمن الفكري أ. د. خالد بن منصور الدريس عن سروره بما صرح به صاحب السمو الملكي الأمير نايف وزير الداخلية حفظه الله في لقائه الصحفي المنعقد في بيروت مساء الاثنين 23 مارس بعد اختتام الدورة السادسة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب حول الأمن الفكري ومشاكل الفكر الضال في الوطن العربي والسبل الكفيلة للتصدي له، والذي قال فيه سموه: (نحن الآن بدأنا مع جامعاتنا وخصوصا مع جامعة الملك سعود لتفريغ عدد من الباحثين ليبحثوا وضع إستراتيجية فكرية أمنية وكذلك أوجد كرسي لهذا العمل وإن شاء الله نرجو في وقت لا يطول أن يقدم استراتيجية فكرية وأن تجد تجاوباً من رجال الفكر ومن الإعلام ليخدم هذا الهدف وإن شاء الله تقدم لوزراء الداخلية العرب لعلها تكون عربية وذات موضوعية لمواجهة الفكر بالفكر). وقال الدريس بأننا نعد تصريح سموه وسام شرف على صدورنا، ونسعى بكل طاقاتنا في جامعة الملك سعود أن ننجز الاستراتيجية الوطنية للأمن الفكري التي كلفنا بها من قبل سموه، راجين من الله أن نلبي طموحاته وآماله في هذا الشأن. وأفاد الدريس بأن كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري يقوم بإعداد الاستراتيجية بمنهجية علمية دقيقة ملمحاً إلى أن الفريق العلمي المكلف حدد منطلقات الاستراتيجية ومبادئها العامة و من أهمها أن تسلتهم الإستراتيجية منطلقاتها الفكرية من ثوابت الشريعة السمحة متسقة في ذلك كله مع احترام حق التعبير وحقوق الإنسان بصفة عامة، كما تسعى إلى المساهمة في بناء فكر إسلامي وسطي لتحصين الشباب من تيارات الغلو، وتنطلق في ذلك كله من رؤية شاملة تهدف إلى بناء هوية وطنية متماسكة وشخصية إنسانية منجزة منفتحة على العالم تجمع بين الأصالة والمعاصرة متفاعلة مع متغيرات العصر ومتطلباته، وتتكامل الاستراتيجية مع برامج التنمية الوطنية وخططها التي تعتبر الإنسان هو أساس التنمية وركنها المتين. وأشار الدريس إلى أن من أهم المبادئ الموجهة للإستراتيجية الوطنية التي يعدها كرسي الأمير نايف للأمن الفكري: أن تكون مشروعاً وطنياً للائتلاف لا للاختلاف، وأن تكون مجتمعية لا نخبوية، مع التركيز على الإعلام باعتباره السلاح الأقوى تأثيراً في معركة الأفكار وخاصة الانترنت، ويجب أن تتصف برامجها التنفيذية بالمعالجات المستمرة لا المؤقتة، وأن تتسم بالتكامل والشمول مع التنوع والمرونة، وأن لا يكافح الغلو بغلو مضاد، وأن سياسات الأمن الفكري يجب أن تراعي أنها سياسات وقائية لا تمارس وصاية على العقول، مع الاحتياط عند تنفيذ البرامج التنفيذية من السلبيات التربوية للحماية، مع الاهتمام الكبير بضرورة وضع مؤشرات للأداء وقياس الأثر لكل البرامج التنفيذية العملية. وأشار الدريس إلى أنه عملاً بمبدأ أن تكون الاستراتيجية مجتمعية لا نخبوية لذا حرصنا على استطلاع آراء المواطنين والمواطنات في كل محاور الاستراتيجية ومن ذلك مثلاً استطلاعنا لآراء عدد كبير من التربويين في المحور التربوي من خلال عقد ملتقى نحو استراتيجية تربوية للأمن الفكري الذي عقد في رحاب جامعة الملك سعود نهاية محرم المنصرم لمدة يومين وحضره كثير من المديرين والموجهين والمشرفين من مختلف مناطق المملكة. وكذا في المحور الأسري انتهت أمس الثلاثاء ندوة دور الأسرة في تعزيز الأمن الفكري لدى الأبناء التي استمرت لمدة يومين، وقد حظيت بحضور نسائي كثيف تجاوز الثلاثمائة سيدة من مختلف مناطق المملكة ومن شرائح اجتماعية وفئات عمرية متنوعة، ووزعت استبانة عليهن صممت خصيصاً لاستطلاع آرائهن في ذلك. وألمح الدريس إلى أن الفريق العلمي سيستمر في عقد الندوات و الورش واللقاءات والزيارات التشاورية مع كافة أفراد المجتمع ومختلف الفئات والجهات، ومن أبرز الفعاليات القادمة المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري الذي سيكون في الثالث والعشرين من شهر جمادى الأول 1430ه، وستكون الاستراتيجية ومحاورها من أهم ما سيطرح فيه إن شاء الله. واختتم الدريس تصريحه مؤكدا على أن خطة العمل المعدة للإستراتيجية والجدول الزمني لكل المناشط والفعاليات تسير بصورة منتظمة ودقيقة.