سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. الدريس: إستراتيجية كرسي الأمير نايف تنتهي في الربع الأول من العام المقبل وتضمنت إنشاء هيئة وطنية للأمن الفكري اللجنة الاجتماعية في الشورى ترفض المقترح المقدم من مركز بناء الأسرة
أرجعت لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في مجلس الشورى عدم الأخذ بالمقترح الذي يدعو إلى إنشاء هيئة عليا للأمن الفكري والوقائي المقدم من مركز بناء الأسرة الأهلي إلى وجود جهات عليا متخصصة تهتم بمثل هذا الأمر، وقال رئيس اللجنة الدكتور طلال بكري ان لجنته نظرت المقترح وقامت بدراسته وانتهت إلى الاكتفاء ببرنامج كرسي الأمير نايف للأمن الفكري. من جانب آخر انتقد المشرف على برنامج وكرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري الدكتور خالد الدريس هذا المقترح معتبراً إياه اجتهادات فردية تفتقر للنضج والرشد والشمولية في معالجة مشكلات الأمن الفكري. وأضاف الدريس في تصريح ل" الرياض " مثل هذه القضية الوطنية الضخمة تحتاج إلى مشاركة قيادات فكرية متنوعة التخصص والاهتمامات وإلى مشاركة الخبراء والمعنيين من مختلف القطاعات ، وكذلك مشاركات شعبية واسعة من قبل أولياء الأمور والشباب من الجنسين ، لافتاً إلى أن الأمن الفكري كما يطرحه ولاة الأمر حفظهم الله وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وسمو النائب الثاني سددهم الله ؛ ليس قضية خاصة بالأجهزة الحكومية بل هو قضية شعبية عامة يجب أن يشعر المواطنون أنهم شركاء فيها وأنها جزء من مسؤولياتهم الدينية والوطنية والتربوية والأسرية ، رابطاً نجاح الأمن الفكري بإحساس المواطنين بأهميته وجدواه لهم على المستوى الشخصي قبل كل شيء. ورأى الدريس أن البعض من قليلي الخبرة يخطئون حين يقدمون رؤيتهم للأمن الفكري وكأنه جهاز من أجهزة الدول الشيوعية قائم على القمع والبطش والتجسس على ضمائر الناس وأفكارهم ، وهذا تصور خطير يسهم في تفكيك المجتمعات ويسرع بتمزقها ، كما تعلمنا أحداث التاريخ قديما وحديثاً . وشدد الدريس على ان التصور الصحيح لقيام هيئة وطنية للأمن الفكري لابد أن يتكئ على حقائق من أهمها أن الأمن الفكري هو جزء من التنمية الفكرية الشاملة التي تؤسس لهوية وطنية فكرية معتدلة تتفاعل إيجابيا مع متغيرات العصر ، وأن يتواءم مع الحريات العامة التي كفلتها الشريعة الإسلامية ومبادئ حقوق الإنسان العالمية ومن أهمها الحرية المسؤولة في التفكير والتعبير. وقال : إن الهدف الأكبر من برامج الأمن الفكري وأنشطته ومخرجاته كما لمسناه من توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف حفظه الله هو صيانة عقول الشباب وفكرهم لبناء هوية وطنية متماسكة وشخصية إنسانية منجزة منفتحة على العالم تجمع بين الأصالة والمعاصرة متمسكة بثوابتنا الدينية والوطنية متفاعلة بإيجابية مع مستجدات العصر ومتطلباته ، بعيدة عن الغلو بكل صوره واتجاهاته ، ووفق رؤيته حفظه الله وسدده يعمل كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود على الإستراتيجية الوطنية للأمن الفكري على أنها مشروع وطني عملاق لتجديد الفكر وإعادة تقويمه ليسهم بفاعلية في نهضة الوطن وتنميته ويحافظ على استقراره وازدهاره وقوته في انسجام مع السياسات العامة للدولة حفظها الله وأنظمتها المرعية وخططها التنموية التي تعد الإنسان أساس التنمية وركنها المتين ، ونجاح هذا المشروع كما أسلفنا مرهون بإحساس المواطنين أنفسهم بأهميته وجدواه لهم على المستوى الشخصي قبل كل شيء . وختم الدريس تصريحه بأن التوصية بإنشاء هيئة أو لجنة وطنية تعنى بالأمن الفكري هي من أهم ملامح الإستراتيجية الوطنية للأمن الفكري التي وجه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية إلى إعدادها ويؤمل أن تنتهي في الربع الأول من العام القادم وتأسيس الهيئة مع توصيف مهامها وتحديد أهدافها من أبرز ملامحها كما أن إنشاء الهيئة قضية أكد عليها الكرسي وكررها في ندواته وورشه وحلقاته النقاشية .