لي صديقة سافرت لأول مرة للغرب وبالذات أمريكا. وعندما سألتها عن انطباعها قالت لي هي فقط ثلاث كلمات ( كيف حالك؟ أنا أسف واسمحي لي) لقد سمعتها هناك عندهم كما لم أسمعها من قبل لدينا!.! وضحكت من ملاحظة صديقتي فهي على حق ففي الوقت الذي تغيب هذه الكلمات عندنا ونتوق إليها خاصة عندما يصطدم بك أحدهم في البقالة، أو يتقدم عليك في الصف أو تجد نفسك خلفه ويترك الباب ليرتطم في وجهك وأمور كثيرة لا داعي لذكرها هنا!!. موضوع الإتيكيت أو السلوك المهذب الذي أوصانا به ديننا الحنيف من الود والحب والتبسم في وجه الآخر غائب لدينا تماماً!!. قبل سنوات كنت في مطعم في كاليفورنيا وكنت على وشك المغادرة وفجأة تقدمتني ومشت أمامي سيدة أمريكية وللحقيقة لم أنتبه لها ولم يزعجني سلوكها ولكنها اعتذرت عن مشيها الفجائي أمامي وكدت أقول لها هداك الله!! هل تعانين من حساسية شديدة في التعامل مع الآخرين فالجماعة يا سيدتي لدينا قد يصدمونك بعربية البقالة ويقفون ورؤوسهم عند كتفك عند أجهزة الصراف ويتقدمون عليك في الصف!! وإن اعترضت أو اشتكيت سمعت العجب العجاب!!. الغريب أننا دائما ما نتغنى بأننا أفضل أخلاقاً من غيرنا، وأننا أخوة وتجمع بيننا المحبة والود! ولكني حقيقة أصدق الأفعال أكثر من الأقوال!!. عندما تخرج من بيتك وترى القيادة السيئة! وترى عدم الانتظام في الصف! والتعدي على حقوقك! وعدم احترام وجودك وخصوصيتك! أسأل نفسي أين الأخلاق التي نرددها دوما!!. ولماذا الدين لم يهذب أخلاقياتنا؟! والرسول عليه السلام إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق!!. الغريب أننا لا نرى من الغرب إلا انحلالهم الأخلاقي! وتغيب عنا الصورة الإيجابية لهم أو نحاول أن نتناسها ونغيبها عمداً حتى لا نشعر بالدونية أمامهم!!. لماذا هم هكذا وهم بلا دين كما نقول!! ونحن لدينا دين الإسلام! لماذا تركنا جوانب مهمة كالسلوك الحسن والتهذيب!!. هل هم في الغرب ورغم عدم تدينهم، هم مهذبون بسبب احترامهم لفردية الفرد وعدم التعدي على حقوقه وإن كانت أبسط الحقوق من قبيل مكانه في الصف!! ربما!!.