** هناك شعور «مختلف» نُحس به.. بمجرد أن ندخل إلى المدينةالمنورة.. أو نقترب من مسجد رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.. ** وليس غريباً أن نُحس ونحن ندخل إلى طيبة الطيبة بنفحات سيد المرسلين، وروحانية المكان الطيب والطاهر.. وجمال العدد الهائل من المصلين الذين يأتون إلى هذا المسجد من كل حدب وصوب.. ** كل هذا لا أجمل.. ولا أروع.. ولا أمتع منه لدى من يزورون المدينة.. أو يتجهون إلى الله سبحانه وتعالى.. ويذهبون إلى مسجده صلى الله عليه وسلم.. ** لكن صورة هؤلاء الصبية والأطفال الذين يملؤن رحبات المسجد النبوي الشريف ولاسيما قبل وأثناء حلول موعد الصلاة المفروضة.. هذه الصورة تشكل - في الحقيقة - إزعاجاً كبيراً للمصلين وتعكر صفوهم.. وتشوش على سكينتهم.. ** ذلك أن تصرفاتهم.. داخل المسجد.. فوق أنها غير لائقة بطبيعة المكان.. فإنها تجسد حالة عدم التأدب مع.. وفي المسجد النبوي الشريف.. ** والمؤلم أكثر أنه لا يوجد من ينهرهم.. أو حتى يحاسبهم.. أو يهذب تصرفاتهم.. ولا أدري كيف سمح لهم بالدخول إلى المسجد (أولاً).. وتحت إشراف من يتعلمون.. ويقرأون القرآن..؟ ** فقد حرصتُ على أن أتجول بعيني في كل اتجاه لأجد من يوجه هؤلاء.. ومن يجمعهم.. ومن يقرئهم القرآن الكريم فلم أجد.. ** وحتى لو أن هؤلاء «الصبية» يأتون إلى المسجد النبوي.. بدوافع شخصية.. أو برغبة من أسرهم.. لحفظ كتاب الله.. فإن هذه الدوافع ليست كافية إذا هي تعارضت مع «الخشوع» الذي يبحث عنه المصلون.. أو يفرضه الموقف.. ** ولو كنت مسؤولاً عن شؤون المسجد النبوي الشريف لما سمحت بحدوث هذا العبث.. لاسيما وأن حركتهم تستمر حتى اثناء إقامة الصلاة.. بصورة مزعجة وغير مهذبة.. لا بالنسبة للمسجد نفسه.. ولا بالنسبة للمصلين.. ولا بالنسبة للصورة الذهنية التي يتركونها عن تربية هؤلاء «الصبية» سواء أكانوا مواطنين سعوديين أم غير سعوديين. ** فقد لاحظتُ أن أغلبيتهم وافدون.. ويتصرفون بشكل لا يتفق مع احترام المكان.. ولا يعكس أي مستوى للتوجيه لديهم بضرورة احترام بيوت الله.. وتحديداً مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم. ** وإذا كان هؤلاء الصبية المنتشرون في أرجاء المسجد بمثل هذه الصورة المزعجة، إذا كانوا لم يتعلموا الحد الأدنى من آداب الخشوع أمام كتاب الله.. أو التأدب في المساجد.. فأي حفظ لكتاب الله هذا إذا كانوا قد خالفوا بسلوكهم الشائن هذا ما يوجبه عليهم كلام الله، ويجب على معلميهم أن يغرسوه في نفوسهم.. ** فلقد كنتُ أتصفح وجوه المصلين وهم يتابعون حركة هؤلاء الصبية وهم يتقافزون في كل اتجاه.. ويخترقون الصفوف ويتخطون رقاب المصلين.. فوجدتهم في غاية الاستياء والاستغراب.. ** لكل ذلك.. فإنني اتطلع - وبصورة فورية - إلى تدخل سمو أمير المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد.. للتدخل وايقاف هذا العبث في هذا المكان الطاهر.. حتى يتوفر الحد الأعلى من الاحساس بروحانية المكان.. وعظمة المناسبة.. علماً بأن هذا المشهد يتكرر كثيراً.. وبصورة أكبر في صلاتيْ العصر والمغرب.. والله الهادي إلى سواء السبيل.. *** ضمير مستتر: **(إذا أخطأ الصغار.. فأين هم الكبار الذين يردعونهم ويهذبون دواخلهم.. وإصلاح أحوالهم؟).