فجع الشعب السعودي برحيل أحد رجالات هذا البلد المعطاء، رحل السد المنيع للمملكة العربية السعودية رحل رجل أفنى حياته وشبابه في حفظ أمن هذا البلد. تم تعيين الأمير نايف بن عبدالعزيز في عهد الملك فيصل نائباً لوزير الداخلية وكان ذلك في 29 ربيع الأول 1390ه. وفي 29 ربيع الأول 1395ه تم تعيينه وزيراً للداخلية من ذلك الحين وحتى وفاته وكان ذلك في بداية عهد الملك خالد - رحمه الله -. وخلال فترة توليه تعرضت المملكة إلى هجمات شرسة من الإرهاب كان بدايته من شارع الثلاثين بحي العليا حيث دوي انفجار قوي بتاريخ 20/6/1426ه وكذلك تعرضت مدينة الخبر يوم الثلاثاء 9 صفر 1417ه أيضاً لانفجار، لتبدأ معها حنكة رجل الأمن الأول بأن المملكة تتعرض لحرب من مجموعات إرهابية تستهدف زعزعة أمن المملكة وإرهاب المجتمع بعدها أعلنت وزارة الداخلية حربها على الإرهاب وجندت كافة طاقاتها وإمكانياتها للقضاء على الجماعات الإرهابية واستطاعت المملكة بفضل الله ثم وقوف هذا الأمير المخلص في وجه الإرهاب بطرد كافة اشكال الإرهاب والمخربين من المملكة، وليثبت لدول العالم أجمع إنا المملكة لديه جهاز أمني قوي قادر على الوقوف في وجه كل معتدٍ على هذا البلد. لتبدأ دول مثل بريطانيا بطلب الاستفادة من خبرات المملكة في مكافحة الإرهاب كونها نجحت نجاحاً منقطع النظير في هذا المجال. ولم يقف الأمير نايف عند هذا الحد في مكافحة الإرهاب فقام بإنشاء مراكز المناصحة لتغير الفكر المنحرف لدى هؤلاء الإرهابيين وكذلك قام بإنشاء وتمويل كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للأمن الفكري لقناعته أن الإرهاب أساسه فكر ولابد من تغييره من جذوره ودعم كثير من البحوث والدراسات التي تكافح الإرهاب فكرياً. كما قام الأمير نايف برعاية أسر شهداء الواجب الذين استشهدوا اثناء قيامهم بمهامهم في مكافحة الإرهاب فمد يد المساعدة لتلك الأسر وانشأ لهم مركزا وطنيا للعناية بهم وقضاء كافة شؤونهم وتقديم كل ما يحتاجونه. ورغم شراسة الأمير نايف في مكافحة الإرهاب إلا أن الأمير نايف يبقى الرجل الرحيم الحنون على أبناء شعبه فهو يتلمس احتياجاتهم ويسمع لمطالبهم ويسعى جاهداً لتحقيقه فله أيدٍ بيضاء في تحمل نفقات علاج مواطنين بالخارج على حسابه الخاص. واليوم ونحن ننعم بالأمن والأمان بفضل الله ثم بفضل ما قام به الأمير نايف من جهود لنسأل الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وهكذا فقدنا رجلاً مخلصاً أميناً ورحيماً في شعبه. (إنا لله وإنا إليه راجعون).