تشرفت أثناء عملي كصحفي ميداني بإجراء أكثر من 15 حوارا وحديثا صحفيا خاصا لصحيفتي التي اعمل بها (الرياض) حول العديد من القضايا الأمنية والوطنية والإنسانية مع الفقيد يرحمه الله ، أبرزها حوارات تطرقت مع سموه خلالها لما حصل من بعض شباب الوطن من اغترارهم وانسياقم وراء الداعين للإرهاب والانحراف الفكري فما كان منه يرحمه لله في إحدى حواراته إلا وقد ذرفت دمعة الأب المشفق منه يرحمه الله ندماً على ماوصل له أولئك المغرر بهم من انخداع قادهم لتنفيذ تلك التفجيرات والأعمال الإرهابية داخل بلاد الحرمين بل وبجوارها زعما منهم أن تلك الأعمال هي المنقذ للأمة من الشرور المحدقة على حد زعم مضللي أفكارهم فقلت لسموه : ولماذا البكاء عليهم وقد عملوا تلك الأعمال الإجرامية فقال رحمه الله : لأنهم أصبحوا أدوات تدمير وتخريب دون أن يعلموا أنهم وغيرهم من شباب الوطن مستهدفون في عقيدتهم وأمنهم من قبلهم وهم لا يشعرون . فطلبت منه أن يوضح للقارئ والمهتم ما هو المخرج من ذلك فأكد أنه التمسك بالدين والمنهج الصحيح الذي دعا للسماحة والعدل والتصدي للإرهاب لا العمل معه وهو دور غير مقصور على رجال الدولة والأمن وحدهم بل هو من علمائهم وآبائهم ورجال التربية والفكر والمؤسسات التربوية والجامعات وخطباء المساجد وشدد يرحمه الله على أن يكون أولئك مجتمعين نحو الهدف نفسه وغير ذلك فإن الأمة والوطن ستؤتى من خلالهم عبر المغريات والمخدرات والضلالات الفكرية المدمرة . جالت ذاكرتي حول تلك الحوارات والأحاديث الصحفية مع الفقيد يرحمه الله فوجدتها تحمل الدلالات الهامة للمستقبل القادم للوطن وأهمية أن يرتبط شباب الوطن بقادتهم لصالح رسوخ أمنه في ظروف تتكالب عليها الصروف يوما بعد يوم داخل وخارج حدوده . الأمة الإسلامية والوطن فقدا نايف بن عبدالعزيز ، رجل الحكمة وشمولية الرأي والوفاء الصادق لقادة البلاد الذين عمل معهم طيلة حياته فموته يرحمه الله ثلمة وفاجعة كما قال عنها الإمام الشافعي : إذا مامات ذو علم وتقوى * فقد ثلمت من الإسلام ثلمة وموت الحاكم العدل المولّى * بحكم الشرع منقصة ونقمة وموت العابد القوّام ليلاً * يناجي ربه في كل ظلمة وموت فتى كثير الجود محض * فإن بقاءه خير ونعمة وموت الفارس الضرغام هدم ٌ * فكم شهدت له في الحرب عزمة أي والله كم شهدت للفقيد نايف عزمة وصولة ومواقف مشهودة تجاه دعاة وصناع الإرهاب والمخدرات ومدخرات البلاد ومحاربي الدين والفضيلة شهدت له العديد من المؤسسات الأمنية والدينية والتربوية فعلا يسبق القول وموته ثلمةٌ سيذكرها أجيال الوطن حينما ذرفت لأجلهم، رحمه الله رحمة واسعة وجعل الخير باق في عقبه . * صحفي ومحرر دسك المحليات