يوم السبت السادس والعشرون من شهر رجب الجاري كان يوماً أسودَ على المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً.. ولم يكن يوماً عادياً كبقية الأيام العادية.. بل كان يوماً حزيناً ومؤلماً ومؤثراً.. ذلك, ونحن نستقبل بكل ألم وأسى شديدين خبر وفاة أحد أهم رموز وأعمدة الحكم المؤثرة في وطننا الحبيب.. ذلكم الخبر (الفاجعة) الذي بثته وكالات الأنباء العالمية.. وتناقلته مختلف وسائل الإعلام حول وفاة ورحيل "أسد السنة" و "رجل الأمن الأول" صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله وأسكنه فسيح جناته – الذي غادر هذه الدنيا الفانية.. ورحل عنا بهدوءٍ تام إلى جوار العزيز الحكيم بعد عدة عقود من العمل في خدمة وطنه على كافة الأصعدة والمجالات في العديد من المناصب الهامة التي تقلدها في مسيرته العملية المشرفة. والأمير نايف بن عبدالعزيز يعتبر فقيد الوطن والأمتين العربية والإسلامية.. ورحيله سيترك فراغاً سياسياً داخلياً يصعب تعويضه لأنه يعد من الدعائم الأساسية في الحكم..وجهوده في ترسيخ دعائم الأمن واستقرار الوطن كبيرة ومشهودة, فهو صاحب المقولة الشهيرة (المواطن هو رجل الأمن الأول).. وخير دليل على ذلك وقوفه في وجه الإرهاب وملاحقة فلوله في كل مكان حتى قضى على جريمة منظمة تستهدف أمن الوطن وهي جريمة أو قضية (الإرهاب المنظم) وأصبحت المملكة في طلائع الدول التي حققت إنجازات كبيرة في محاربة ومكافحة الإرهاب حتى لقب سموه –رحمه الله- بقاهر الإرهاب بعد أن نجح الأمن السعودي بتوجيهاته ومتابعته بتحقيق ضربات استباقية قاسية للمنتمين للجماعات الإرهابية.. فكان ملف "الإرهاب" من الملفات الشائكة التي حملها وتولاها سموه وحقق فيها إنجازاً أمنياً عظيماً جُير ذلك باسم المملكة العربية السعودية, واستفادة منه دول كثيرة في مكافحة الإرهاب.. ومن جهوده الكثيرة في حفظ الأمن واستتبابه داخلياً نجاحه الكبير في محاربة المخدرات وملاحقة كل مروج ومهرب لهذه الآفة الخطيرة التي استطاع بفضل الله حماية أبناء الوطن من شرور ضعاف النفوس الذين يروجون للسموم للتغرير بشباب الوطن وضياعهم. ومن المحاسن التي تذكر لفقيد الوطن والأمن هي خدمته لضيوف الرحمن الذين يأتون من كل فجٍ عميق بصفته رئيس لجنة الحج المركزية العليا التي قدمت أعمالاً جليلة لحجاج بيت الله الحرام على مدى سنين طويلة وكانت محط إعجاب جميع الحجاج والمعتمرين القادمين من خارج المملكة, حيث كان اهتمامه بالمشاعر المقدسة لانظير له, والمحاسن الأخرى والأعمال الخيرية كثيرة جداً يصعب حصرها في هذه الأسطر. رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناته.. ونبعث بأحر التعازي والمواساة لخادم الحرمين الشريفين وسمو وزير الدفاع وكافة أفراد الأسرة الحاكمة في وفاة (نايف الأمن).. وعزاؤنا فيه أنه ترك من بعده أبناءً أبطالاً سيعوضون غيابه.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).