قال باحثون أمريكيون يوم الثلاثاء ان فيروسا شائعا لا يسبب ضررا للبشر يمكنه ان يدمر الخلايا السرطانية في الجسم وقد يمكن تطويره ليصبح علاجا جديدا للسرطان. ويطلق على الفيروس اسم النوع الثاني من الفيروس الملازم للغدة او (ايه.ايه.في 2) الذي يصيب ما يقدر بنحو 80 في المئة من السكان. وقال كريج مايرز استاذ علم الاحياء الدقيقة والمناعة في كلية الطب جامعة بن في بنسلفانيا «نتائجنا تفترض ان النوع الثاني من الفيروس الملازم للغدة الذي يصيب غالبية السكان الا انه لم يعرف عنه اي تأثيرات مرضية يفتك بانواع متعددة من الخلايا السرطانية الا انه لم يعرف عنه الى الان اي تأثير على الخلايا السليمة.» وقال مايرز في بيان «نعتقد ان فيروس (ايه.ايه.في 2) يدرك ان الخلايا السرطانية غير سوية ويقوم بتدميرها. هذا يفترض ان فيروس (ايه.ايه.في 2) لديه قدرة كبيرة على تطوير نفسه ليصبح عاملا مضادا للسرطان.» وقال في اجتماع للجمعية الامريكية للفيروسات ان الدراسات اظهرت ان النساء المصابات بفيروس (يه.ايه.في 2) الي جانب فيروس مسبب للسرطان يسمى (اتش.بي.في) يصبن بسرطان العنق بمعدل اقل مقارنة بالنساء اللائي لا يصبن بالفيروس. ويعد فيروس (ايه.ايه.في 2) فيروسا صغيرا لا يمكنه التكاثر من تلقاء نفسه دون الحصول على مساعدة من فيروس اخر. لكن بمساعدة فيروس اخر يمكنه الفتك بالخلايا السرطانية. ولاجل الدراسة التي يقومون باجرائها .. قام مايرز وزملاؤه اولا باصابة عدد من الخلايا البشرية بفيروس (اتش.بي.في) والذي تؤدي بعض انواع منه الي الاصابة بسرطان العنق. وقام فريق البحث بعد ذلك باصابة تلك الخلايا والخلايا السليمة بفيروس (ايه.ايه.في 2). وعقب ستة ايام تم القضاء على كافة الخلايا المصابة بفيروس (اتش.بي.في) . وحدث نفس الشيء مع الخلايا السرطانية في العنق والثدي والبروستاتا والجلد. وكافة هذه الانواع من السرطانات تصيب الخلايا الظاهرية والتي تتضمن خلايا الجلد وغيرها من الخلايا التي تكسو وتبطن اعضاء الجسم من الخارج والداخل. وقال مايرز ان «واحدة من النتائج التي فرضت نفسها في البحث هي ان فيروس (ايه.ايه.في 2) بدا كما لو انه ليس لديه تأثير مرضي على الخلايا السليمة.» واضاف «لذا فان العديد من علاجات السرطان يكون لها تأثير سام على الخلايا السليمة كما هو الحال بالنسبة لتأثيره على الخلايا السرطانية. العلاج القادر على التفرقة بين الخلايا السليمة والسرطانية قد يواجه صعوبة اقل في القضاء على الخلايا المصابة.» وقد تمت دراسة فيروس (ايه.ايه.في 2) بشكل مكثف باعتباره عاملا ناقلا في مجال العلاج بالجينات وهو عبارة عن فيروس معدل لحمل جينات تصحيح المرض في الجسم. ويفضل الباحثون في مجال العلاج بالجينات هذا النوع نظرا لانه بدا من الواضح انه لا يسبب حدوث أمراض كما لا يؤدي الى حدوث رد فعل مضاد من جانب الجهاز المناعي.