في الحلقة الثانية من السلسلة التي نتناول فيها الاصابات الحميدة المسببة لبحة الصوت سنتحدث اليوم عن لحمية الثنية الصوتية أو الحبل الصوتي (Vocal Fold Polyp).التعريف:لحمية الثنية الصوتية هي انتفاخ على الثنية الصوتية (الحبل الصوتي) عادة ما تكون على الحافة الحرة منها، وكثيراً ما تكون على ثنية صوتية واحدة فقط وإن كانت اللحميات المتعددة غير قليلة، وأحياناً يكون لها ساق صغير تتدلى به من الثنية الصوتية، وعندها تكون متحركة مع حركة الثنايا الصوتية اثناء اخراج الصوت. الأنواع: تتعدد أنواع لحميات الثنايا الصوتية بحسب التركيب النسيجي الدقيق لها، فمنها المتليف الذي بقي على الثنية الصوتية مدة طويلة بدون علاج، ومنها النزفي الذي تكون بسبب انفجار الأوعية الدموية الدقيقة على سطح الثنية الصوتية، ومنها الهلامي المحتوي على كميات من السوائل. الأسباب: السبب الرئيس لتكون لحميات الثنايا الصوتية هو كثرة استعمال الصوت بطريقة خاطئة، وقد تحدث بعد استخدام حاد وعنيف للصوت، كالصراخ اثناء تشجيع كرة القدم مثلاً، مما يؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية الدقيقة على سطح الثنية الصوتية وحدوث اللحمية النزفية كما اسلفنا، وقد يكون للتدخين دور سلبي في تكون هذه اللحمية. العمر والجنس: عادة ما تصيب لحمية الثنية الصوتية الرجال، خصوصاً أولئك الذين يستخدمون أصواتهم بكثرة وبشدة وبشكل مبالغ فيه وفي بيئات فيها ضوضاء. الصورة الاكلينيكية: يشتكي المرضى المصابون بهذه اللحميات من بحة في الصوت، وقد يشتكون من أعراض وهن الصوت، كالنحنحة المتكررة، والشعور بألم أو جفاف بالحلق عند الحديث، وعدم القدرة على اكمال الحديث لفترة معقولة، وعادة ما يكون الصوت متقطعاً. التشخيص: كما في كل حالات بحة الصوت فإن طبيب التخاطب يبدأ بتقييم المريض بأخذ تاريخ مرضي مفصل عن الحالة، يشمل العمر والجنس وطبيعة العمل، ومدى كثرة استخدام الصوت، بالاضافة إلى السؤال عن العوامل التي قد ساعد على إرهاق الصوت والتأثير عليه سلباً، ثم تأتي مرحلة فحص الحلق والرقبة، ثم عمل منظار للحنجرة للكشف على الثنايا الصوتية والأجزاء المحيطة بها، والمرحلة الأخيرة تشمل عمل اختبارات لتقييم المؤشرات الصوتية والديناميكية للصوت. العلاج: الخط الأول للعلاج هنا هو العلاج الجراحي، بخلاف حبيبات الثنايا الصوتية التي تحدثنا عنها في الحلقة السابقة، وهي عملية بسيطة، يتم فيها استئصال لحمية الثنية الصوتية جراحياً عن طريق منظار جراحي خاص عبر فم المريض، ويحافظ جراح الصوت اثناء استئصاله للحمية على الأنسجة الحساسة المحيطة باللحمية والمغلفة للثنية الصوتية، فلهذه الأنسجة دور أساسي في اخراج الصوت بشكل سليم، والخط الثاني للعلاج هو اعطاء المريض نصائح عامة للمحافظة على صوته سليماً (سبق شرحها في مقال سابق) والخط الثالث هو اعطاؤه جلسات علاج صوتي بمعدل جلسة أو جلستين اسبوعياً، ولعدد 10 إلى 20 جلسة، وذلك لتدريبه على الطريقة الصحيحة لاخراج الصوت، حتى يتجنب رجوع اللحمية إلى الثنايا الصوتية مرة أخرى. استشاري وأستاذ مساعد طب التخاطب والبلع رئيس وحدة أمراض التخاطب والبلع مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي