عرف صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- بفصاحته كمحاور قوي، سواء في المؤتمرات الإعلامية، أو اللقاءات الصحفية، أو في الأحداث السياسية ذات الحساسية الشديدة، فيما لا يتردد بالإجابة عن أي استفسار بشفافية عالية بدون أي تكتم، فمن ينسى كلمته في العام 1400ه، عندما ظهر على التلفزيون وملامح التعب ظاهرة على وجهه، ليعلن تطهير قبو المسجد الحرام من عناصر المتمردين في الحادثة المعروفة ل"جماعة جهيمان"، وليس غريباً عليه هذه الشخصية وهو الذي اقتحم عالم السياسة في عمر يافع لم يتجاوز العشرين، من خلال تعيينه وكيلاً لإمارة منطقة الرياض، جعلته يتصدر المناصب الهامة فيما بعد، ليصبح الساعد الأيمن للملك عبدالله بن عبدالعزيز، إضافةً إلى ثقله المشهود على مستوى العالم في مكافحة الإرهاب. مواجهة الإرهاب وساهمت حكمة الأمير نايف -رحمه الله- في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، وهو ما اتضح من تخبطات كثيرة حدثت لفرق القاعدة بعد الضربات الاستباقية التي نفذتها وزارة الداخلية بقيادة الأمير نايف، والذي ما انفك يعلن من فتره إلى أخرى باجتثاث مواطن الفساد، ليصبح اسم الأمير نايف ك"الكابوس" الذي يخشاه كل من تسول له نفسه بالعبث بأمن هذه الأرض الطيبة، من خلال إستراتيجية التعامل مع هذه الحركات بالفكر أو بقوة السلاح، ليظل الملف الأمني في المملكة متماسكاً ومتيناً مقارنة بالكثير من الدول. وليس غريباً عليه -رحمه الله- هذه الحنكة في الحديث، وهو المعروف بحسن الاستماع والتمعن بكل ما يقال من قبل الإعلاميين خلال المؤتمرات الصحفية، ورغبته الشديدة في إيصال المعلومة الصحيحة؛ بهدف القضاء على أي إشاعة من شأنها أن تتسبب بتعكير صفو المواطنين، إضافةً إلى حرصه الشديد على جعل المواطن على اطلاع دائم بكل ما يحدث حوله، وهو ما ينطبق على وزارته التي تعد من أوائل الوزارات المستحدثة لمهمة الناطق الإعلامي لقطاعاتها المختلفة بالداخلية، كالشرطة والدفاع المدني وحرس الحدود والمرور، والتي ساهمت بتوفير المعلومة للإعلاميين بكل يسر وسهولة، مستفيدين أيضاً من وسائل الاتصال الحديثة بكل احترافية وإتقان وشفافية، كل ذلك جعله يتقلد الكثير من المناصب القيادية بمختلف المجالات، ومنها رئاسته الفخرية لجمعية الإعلام والاتصال في جامعة الملك سعود، ورئاسته المجلس الأعلى للإعلام سابقاً. نجح في تعزيز شراكة المؤسسة الأمنية مع المجتمع وقطع «الشائعات» بالعمل الإعلامي المسؤول وقوف ميداني وساهمت شفافية الأمير نايف -رحمه الله- وصراحته بقبوله لدى كافة تيارات وأطياف المجتمع، والذين وجدوا منه التفهم والحكمة في التعامل معهم، إضافةً إلى تلمسهم عمله الدؤوب للمساهمة في تعزيز الوحدة الوطنية، من خلال كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الوحدة الوطنية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إضافةً إلى العديد من الجهود التي يبذلها لإزالة كل ما من شأنه تعكير صفو اللحمة الوطنية. ومن المعروف أنه -رحمه الله- هو أحد أهم أعمدة نجاح مواسم الحج، وذلك لرئاسته للجنة الحج العليا، والتي تبدأ اجتماعاتها التحضيرية لأي موسم حج، مباشرة بعد انتهاء الموسم الذي يسبقه، فيما لا يكتفي بما يقدم له من تقارير دورية من قبل لجان التحضيرات، حيث يحرص وبشكل سنوي للوقوف ميدانياً على تلك الاستعدادات، إضافةً إلى حرصه على الاستماع من قبل المختصين أثناء جولاته الميدانية المطولة على كافة الملاحظات للتعرف على أهم احتياجات الموسم الجديد، رحم الله رجل الأمن الأول في المملكة ذا الشخصية القيادية والقوية، والمعروف على مستوى المملكة والعالم العربي والإسلامي والعالم أجمع بحنكته السياسية والأمنية والإدارية، والتي جعلته يُعرف بالعديد من الألقاب ك"قاهر الإرهاب" و"نايف الأمن والأمان". تأهيل الموقوفين وتولى الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- العديد من المهام والمسؤوليات، وتنوعت تلك المسؤوليات ما بين رئاسة اللجان الأمنية والعلمية والخدمية وكذلك الجمعيات التطوعية، والحملات الإغاثية والإنسانية، وتعددت تلك المهام، فوجدنا نايف الرجل المكافح والمثابر لخدمة الدين والوطن، لم تسند إليه مهمة إلاّ وكان المسؤول الحريص على نجاحها. ومن أكبر المواجهات التي واجهها -رحمه الله- مكافحة الإرهاب، هذا الداء الذي ظهر فجأة، فأصبحت سياسته قدوة ومحل أنظار العالم أجمع، كافح بكل قوة، وأسس برنامجا لتأهيل الموقوفين بقضايا إرهابية لمناصحتهم قبل أن يحاكموا، وقد أشاد بهذا البرنامج مجلس الأمن الدولي وذلك بعام 2007م، حيث ثمن جهود المملكة في تأهيل ومناصحة الموقوفين ودعا إلى تعميمها عالمياً والإفادة منها، وكان الإرهاب من أقوى وأشرس القضايا التي واجهها سموه بكل حكمة لينجح في إعادة الكثير من المغرر بهم إلى دائرة الصواب. حكمته سبقت «ردود فعل» الآخرين وبقي إنساناً يتعامل مع الجميع بسواسية ومحبة..وتلبية احتياجاتهم اتفاقية عربية وعمل الأمير نايف -رحمه الله- على إنجاز الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الموقعة من قبل وزراء الداخلية والعدل العرب، وبذل الجهود ليجعل وزراء الداخلية أكثر التصاقاً بالمواطن، وتحسس مشاكله والعمل على حلها، ولم يتوقف بل واصل تطوير رفع أداء رجال الأمن من خلال التدريب والتعليم المستمر، وأدى عملاً دؤوباً على استئصال الجريمة ووقاية المجتمع من كل ما يهدد أمنه وسلامته، حيث أصبحت المملكة نموذجاً يحتذى به على مستوى العالم بفضل تطبيق الشريعة الإسلامية السمحاء. وأكثر من (37) عاماً مضت، يقف الأمير نايف بن عبدالعزيز في يوم مشهود ليعلن من المشاعر المقدسة اكتمال استعدادات المملكة لخدمة ضيوف الرحمن، تلك الاستعدادات الأمنية الهادفة صوب تعزيز الأمن والطمأنينة لأعظم وأضخم تظاهرة في العالم أجمع، ألا وهي موسم الحج، حيث لم يغب الأمير نايف طوال العقود الماضية عن هذه المناسبة، حرصاً منه على الوقوف عند حدود التأهب العسكري، مانحاً بهذه الجولة التفقدية كتلة من الحماس والتفاني في نفوس كل رجال الأمن المشاركين في تنفيذ خطط الحج، الذين يربو عددهم على (100) ألف رجل أمن. تخطيط وتنظيم وأسس الأمير نايف -رحمه الله- ورسم نهج المملكة الأمني لمهمة الحج، وحول خدمة ضيوف الرحمن إلى صناعة احترافية في شتى المجالات، سواء على مستوى الصعيد الأمني أو الخدمي أو التنظيمي بل وكذلك الفكري، حيث تجاوزت القطاعات الحكومية والأهلية مرحلة الارتجال والفردية في الخدمة، وتحول العمل إلى قالب مؤسساتي مقنن قائم على التخطيط والتنظيم والابتكار، في تطويع كل الإمكانات البشرية والمادية والتقنية لخدمة ضيوف الرحمن لتمر مواسم الحج المتتالية بكل سهوله وأمان. وبسبب جهوده البارزة كرئيس فخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، عرف مجلس وزراء الداخلية العرب أنه من أنجح المجالس الوزارية العربية في الجهود على الصعيد العربي والدولي، وكانت له جهود متعددة في إقرار الإستراتيجيات التي كان لها الأثر على كافة الدول العربية، ومنها الإستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية والاستراتيجية الأمنية العربية والخطة العربية الأمنية الوقائية، ولم تتوقف جهوده على الصعيد العربي، حيث أكد -رحمه الله- في تصريحات على أهمية تحقيق مستوى أفضل للتعاون العربي في مجال الأمن، مما يساهم في خلق مناخ يساعد الحكومات والشعوب العربية على بلوغ طموحاتها في التطور، والذي أصبح شرطاً حتمياً في عالم يتسم بالصراعات والتكتلات، وهذا مكنه من اللقاء بجميع القادة العرب خلال هذه المدة وإنشاء علاقات خاصة معهم. جهود وإشادة وبذل -رحمه الله - جهداً كبيراً ومتواصلاً في مكافحة مهربي وتجار المخدرات، وحرص دائماً على تأكيد الموضوعية في المعالجة الإعلامية، وكان يشجع تبادل الآراء، وطرح المقترحات، والبعد عن المهاترات والانفعال، في إطار القيم الإسلامية والتقاليد العربية الأصلية، وعمل سموه على تطوير أداء الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله، وكانت جهوده موضع إشادة من قبل الدول العربية والإسلامية والصديقة وحجاج بيت الله الحرام، وما إن ترى هذا الرجل قبيل حج كل عام، حتى يتبادر إلى عقلك أنه حج آمن بفضل الله مقدماً. وأشرف الأمير نايف على عدد من اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية بالمملكة من خلال اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية في الدول المتضررة، والتي من أبرزها اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني والحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني، والحملة الخيرية السعودية لإغاثة منكوبي الزلزال والمد البحري في شرق آسيا واللجنة السعودية لإغاثة الشعب العراقي، نايف بن عبدالعزيز، رجل المهام الصعبة، لم تسند إليه مهمة إلاّ ونفذها على أكمل وجه، خدمةً وحباً لدينه ووطنه والشعب العربي. ..وهنا يرأس لجنة الحج العليا سموه يتفقد مركز القيادة والسيطرة والتحكم بالأمن العام في منى سموه يترأس وفد المملكة لقمة وزراء داخلية مجلس التعاون الخليجي بالكويت الفقيد خلال اجتماع أعمال المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الأمير نايف لا يتردد في المؤتمرات الصحفية بالإجابة عن أي استفسار بشفافية عالية