فقدت الأمة أمس واحداً من أنبل وأخلص رجالاتها.. صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي انتقل إلى رحمته تعالى في جنيف حيث كان يقضي إجازة خاصة للعلاج والاستجمام. وقد نعى الديوان الملكي الفقيد الكبير في بيان بعد ظهر أمس جاء فيه: "ببالغ الأسى والحزن ينعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أخاه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى هذا اليوم السبت (أمس) 26/7/1433ه خارج المملكة، وسيصلى عليه - إن شاء الله - بعد صلاة المغرب من يوم الأحد (اليوم) الموافق 27/7/1433ه، في المسجد الحرام بمكة المكرمة". وقال البيان: "إن الديوان الملكي إذ يعلن ذلك، ليُعزي الشعب السعودي في الفقيد، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه خير الجزاء لما قدمه لدينه ووطنه". (إنا لله وإنا إليه راجعون). وقد تلقى الملك عبدالله أمس اتصالات هاتفية وبرقيات من عدد من قادة الأمة والدول الصديقة الذين أعربوا عن أحر تعازيهم ومواساتهم لخادم الحرمين في وفاة أخيه الأمير نايف - رحمه الله -، وقد أعرب الملك المفدى عن شكره وتقديره لهم على مواساتهم ومشاعرهم النبيلة. خادم الحرمين يتلقى التعازي من قادة الأمة.. والبحرين تعلن الحداد ثلاثة أيام وكان الأمير نايف غادر جدة إلى جنيف في السادس والعشرين من شهر مايو/أيار الماضي في إجازة خاصة لإجراء فحوصات مجدولة، واستقبل - رحمه الله - في مقر إقامته بجنيف الثلاثاء الماضي أصحاب السمو الأمراء كما استقبل عدداً من المسؤولين وجمعاً من المواطنين. ولد فقيد الأمة الكبير في مدينة الطائف عام 1353ه الموافق 1934م، ونشأ في كنف والده الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه ، وتلقى سموه تعليمه على أيدي مجموعة من كبار علماء العلوم الشرعية، والآداب والشعر العربي الفصيح، والعلوم السياسية والدبلوماسية والإدارة مستفيداً من رؤية والده المؤسس الذي عرف عنه منهجه المميز في التربية والتعامل مع الأبناء، وتولى - رحمه الله - العديد من المناصب والمهام، من أبرزها رئاسته الفخرية لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي تم من خلاله إقرار العديد من المشاريع والاتفاقيات الأمنية بما يخدم أمن الإنسان العربي، وقاد - رحمه الله - معركة ضد الإرهاب ونجح قي القضاء على خلاياه الإجرامية، وباتت تجربة المملكة في استئصال شأفة الإرهاب وبرنامجها في المناصحة، مصدر إعجاب وتقدير العالم، وقد أعلنت مملكة البحرين الشقيقة الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام حزناً على فقيد الأمة الكبير.