لم تعد تسأل عن ذلك الزمن الذي أحكم انفلاته ولا عن تلك المدن التي لا تزال تستدرج محبيها أو تسرق أحلاهم بعد ان يجولوا في ملامحها ويشتهوا ان لا تذبحهم على ارصفتها ولا تجعلهم يرحلون عنها كالعشاق المهزومين يذرفون دموع الرغبة في البقاء رغم علمهم ان موكب الحب قد تقدم وغادر الى دفاتر النسيان ٭ ٭ ٭ يلبس البشر حزنهم ويرتدون هزائمهم وكأنهم يرتدون الدهر الذي ادمن امتحانهم واستعذب منازلتهم ونام بين أوردتهم واستكان بين أصابعهم كالفرسان الذين يقاومون الموت، وينتصرون على الجراح ٭ ٭ ٭ في داخلك تتزاحم نهارات عابرة وليال مخيفة تنغلق شرفات كثيراً ما اتشحت بأفراح مسروقة وتتفتح صفحات بأوراق تخفي غموضها وتخاف ان تتعب وتعجز عن مواكبة توجعها ٭ ٭ ٭ لا يذهب المحاربون الى تلك المدن التي ادمنت النوم وتجذرت بالغش واحبت العبور دون احساس بأنها تخون تاريخها ولا يذهبون الى حيث يستكين البحر جفافاً ولا يعشقون الروايات التي تفرز الابطال وهم ينامون في العسل ويتزاحمون على وجوه الجميلات ويتسلحون للقلق ويتشحون بغضب الصغار ٭ ٭ ٭ ثمة ميراث مشترك بين المحارب وذاكرته وبين خرائطه وكيمياء احلامه وبين تعدد منافيه الداخلية وازمنة الماء التي يعيش بها تتعدد أحلام المحاربين لكنهم لا يخلون بمواعيدهم لمدنهم ولا يسطعون بالآمال المعلقة ولا يبهرون بالاتكساء على الأعذار الفارغة ولا يزوّرون صورة القمر وهو يتها وى على الأرض ولا يفتشون عن أرض لا تحتمل سوى أوراق الربيع وانحناءات الخريف. إنهم هناك وهنا يفيضون على كل الهوامش في المواعيد التي لا تبللها امطار الخيانة