أولا أستأذن البروفسور طارق الحبيب في استفادتي من قاموسه اللفظي في عنوان زاويتي اليوم! فلم أجد وصفا يليق بمقام قناة رياضية ظلت لسنوات ترزح تحت الطابع الرسمي الوقور الذي لايتناسب مع الخطاب الذي تقدمه أو الفئة التي تستهدفهم، لكنها أخيرا أدركت أن الوقار لايؤكل عيشا وسط صخب الدلع ودغدغة المشاعر وبرامج دلع نفسك وريح بالك وخليك كول حتى لو أنك تدعو أو تنصح أو تعالج، فقاعدة الكسب السريع تقوم على كله يدلع نفسه. لكن بحق وبدون جدال فإن وصف الفرفوشة والفرايحية يليق جدا بالقناة الرياضية السعودية أكثر بكثير من غيرها وقد استحقت اللقب بجدارة على ماقدمته يوم الجمعة الماضي حيث استمتعت مع أسرتي وكذا عموم الأسر السعودية وأنقذتنا من مخاطر ارتفاع الضغط الذي تعرضنا له هرطقات مفسري الأحلام وأخوانهم من مرجفي الدعاة ومن لحق بهم من المحللين النفسيين والرياضيين أحيانا! القناة الفرفوشة والفرايحية جعلتنا نتابع برامجها التي بثتها قبل وبعد نهائي كأس خادم الحرمين حفظه الله الكأس التي استقرت في خزانة الأهلي بعد 29 عام ضاعت وسط الزحام وكانت أغنية طلال مداح (اليوم يمكن تقولي يانفس أنك سعيدة) التي بثتها القناة الفرفوشة فأل حسن على الأهلاوية !فأمسوا سعيدين فرفوشيين فرايحيين بعد زمن من الترقب والانتظار! العفوية هي التي تكسب في الإعلام الحديث وهي العملة التي تبقى لأنها بعيدة عن الزيف فلاتنكشف ولاتخسر لأنها لم تضلل أحدا ولم تكذب ولم تبالغ ولم تسيء الأدب بل هي عفوية إنسانية بسيطة كما في الحوار الذي بثته الفرفوشة باسم المركاز أو انفعالات الجماهير وأهازيجهم! لم يعد التكلف والادعاء ومحاولة الدغدغة الوهمية إلا بضاعة مزجاة مزيفة تنكشف سريعا وينفر منها الذين تزاحموا يوما عليها ونفخوها حتى تمزقت وانسكب مافيها فجفت وانكشف عوارها! شكرا لكل من جعلنا نعود نتابع قنواتنا السعودية الرسمية فقد ملأ مزيفونا قنوات (أم ريالين) وقنوات (بفلوسي أقول مابدا لي) والحسابة مازالت تحسب والمزيفون يتساقطون تباعا!