جرب أن تمر على بوابات أو مواقع الوزارات الإلكترونية ستبادرك وحسب تعليمات فرق التطوير التي مرت وعبرت من هنا، ثم «توكلت على الله» تاركة خلفها غبار الكلمات الذي ما لبث أن هبط واستحال إلى تراب عالق يثير السعال. بعد الرؤية والرسالة ستأتيك صفحة المنجزات أو الإنجازات أو «الفلتات» العظيمة التي حدثت على البوابة الإلكترونية لكنك بلا تشاؤم على الأرض لن تجد إلا بعض بقايا ملفات وأوراق فاخرة تركها ضيوف المؤتمرات على مقاعدهم الوثيرة قبل أن يتزاحموا على «بوفيه» الطعام في ردهات الفندق الفاخر!! مرر بذاكرتك اليوم أكثر من وزارة ذات مساس بخدمات الناس.. ومرر هيئات أقيمت من أجل خدمتك أيها المواطن العزيز جداً عند بلدك.. أيها المواطن الذي تستهدفك خطط التنمية، فماذا ستجد؟ هيئة حماية المستهلك: هل حمت حقوقك من مكاتب الاستقدام التي أخذت مالك قبل نحو ثمانية أشهر ولم تحضر لك خادمة وأنت لم تطلبها ترفاً مثلاً كي تنام «المدام» إلى الثالثة عصراً، بل تريدها من أجل والدتك المقعدة التي تعبت من حملها وتعبت هي من تعبك.. أو طفلك أو والدك.. هل أذكرك بحقوقك في استرجاع البضاعة عندما تفسد أو تتعطل خلال أيام؟ هل تعلم أن سوء الاستخدام الذي يوهموننا به لا يوجد في قوانين العالم المتقدم حين يعطل هاتفك خلال أيام أو تتضرر منه خلال شهور لك الحق في استرداد قيمته. من منا يجرؤ على استرداد ثمن بضاعة صينية رديئة تكسرت منه قبل أن يصل إلى بيته؟؟ هل تعلم لماذا يثري الأجانب لدينا؟ لأن لا حقوق لنا ولا تشريعات تسنها حماية المستهلك ولا هيئة المواصفات والمقاييس.. هم مشغولون على ما يبدو بوضع الرؤية والرسالة وغير معنيين بتطبيقها على أرض الواقع!! لا تنس أن تمرر على ذاكرتك وزارات «ثقيلة» مثل الصحة والتربية والتعليم العالي والتجارة وأمسك قلماً وعدد المنجزات.. وهذه تحتاج إلى تدريب مكثف على تلقي الصدمات!!