تعاني دول العالم المتقدمة من الازدحام المروري وتختلف درجة المعاناة من دولة الى اخرى. يتحكم فيها نوعية الطرق وعددها وكذلك استخدام التقنية في السيطرة على هذه الظاهرة. ليست المشكلة في الازدحام ولكن المشكلة تبقى في اسباب هذا الازدحام ومسبباته والرياض والتي تشهد يومياً ما يتجاوز السبعة ملايين رحلة تتركز على طرق محدودة في العاصمة تكاد تكون هي المحاور الاكثر استخداماً من قبل السائقين واحدة من دول العالم الاكثر تضرراً من هذه الظاهرة. أسباب ومسببات عديدة وراء ذلك ولكن الالحاح على استخدام طرق محددة يكاد يكون الاكثر تسبباً في ذلك فالجميع اشبه ما يكون بالشخص المبرمج على اتجاه واحد يسلكه في عمله وفي قضاء حاجته ظناً منه بأنه الاسهل وصولاً لهدفه. هذا جانب. الجانب الآخر الاكثر ضرراً هو القيادة العشوائية لبعض السائقين والاستهتار بالانظمة المرورية التي وضعت بلاشك لخدمة الجميع. ويبالغ الكثيرون في القاء اللائمة في الازدحام المروري على جهاز المرور وينسون ان قائد المركبة جزء من هذا النظام بل وعنصر اساسي فيه يساهم في نجاحه وفي فشله. وفي الثانية يكون للمرور جزء في الحد من التجاوزات وايقاف المخالفين عند حدهم. ولكن الملاحظ ان الوعي المروري لدى البعض غائب تماماً وبعيداً عن الادراك بأهميته وبدلالاته على الشخص وعلى مجتمعه. الغريب ان قيادة السيارات قد أصبحت عند البعض وهم قلة بالنسبة للكثيرين هواية يمارسونها لاستعراض مهارات القيادة العدوانية للطريق وايذاء الآخرين. وكأنهم ذئاب متوحشة يخافهم الكثيرون مما قد تكون نتائجه وخيمة. وهم انفسهم سرعان ما يتحولون الى احمال وادعة عندما يسافرون الى الخارج حيث الالتزام بالانظمة في تلك الدول لاسباب متعددة. رفع العقوبات الى اقصى حد والضرب بيد من حديد على هؤلاء المخالفين والمستهترين بالانظمة سوف يساهم في الحد من التجاوزات شيئاً فشيئاً الى أن يتم القضاء على تلك التجاوزات.