أسندت "وزارة التربية والتعليم" مهمة تنظيم وإطلاق برنامج أندية الحي إلى "مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام (تطوير)"، وكانت الوزارة قد أوقفت في وقت سابق انطلاق هذا البرنامج، حيث أعلنت حينها استهدافه 1000 مدرسة في مختلف المناطق والمحافظات بالمملكة، كما يستفيد من خدماته الطلاب والطالبات وأولياء الأمور، والمعلمون والمعلمات، وفئة رياض الأطفال وذوو الاحتياجات الخاصة، وذلك بتكلفة بلغت نحو ملياري ريال، كما حددت الوزارة آنذاك تاريخاً مميزاً لانطلاقته هذا العام، هو يوم الخميس 3/3/1433ه الساعة الثالثة عصراً، بيد أن تأخر تشغيل المشروع أحال تنظيمه إلى "تطوير" من دون مبررات واضحة. د. حكمي: تدريب 1400 فرد لتشغيل 200 ناد تدريجياً بدءاً من إجازة الصيف "الرياض" التقت تربويين وأولياء أمور وطلاب اتفقوا على أهمية هذا المشروع، وأشادوا بإعادة تشغيله من جديد هذا الصيف يحدوهم في ذلك الأمل أن يحقق هذا البرنامج ما يطمحون إليه، من خلال البرامج والأنشطة التي سيقدمها هذا البرنامج. مؤسسات تعليمية وأكَّد "محمد العتيبي" - طالب - أن هناك العديد من الفوائد الايجابية التي ستنعكس على الطلاب والطالبات من وراء إنشاء تلك الأندية على الأصعدة التعليمية والاجتماعية والرياضية، متأملاً أن تكون بمثابة مؤسسات تعليمية مصغرة تهتم بالقدرات الفردية للطلاب ذهنياً وفكرياً، إلى جانب الاهتمام بالموهبة والإبداع لدى الطلاب، حتى يكونوا لبنةً فاعلة في مجتمع من المفترض أن تكون الأندية المدرسية فيه واحدةً من أهم المؤسسات الحاضنة للإبداع والتميز. د. علي الحكمي دور مجتمعي وشدد "محمد القحطاني" - طالب - على أهمية الدور البنّاء للأندية الطلابية، لا سيما في ملء أوقات فراغ الطلاب والطالبات فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة، خصوصاً في فترة الإجازة الصيفية، مشيراً إلى أن دور المدرسة يجب ألاّ يقتصر على تعليم المناهج الدراسية فحسب؛ إنما يتجاوز ذلك نحو تفعيل دورها المجتمعي من خلال مد أواصر العلاقة مع أُسر الطلاب والطالبات خارج أوقات اليوم الدراسي، إلى جانب ردم الفجوة في العلاقة القائمة بين البيت والمدرسة، وتجعل المدرسة أكثر انفتاحاً نحو المجتمع. د. مبارك الحمدان وقال: "الأنشطة اللاصفية خارج أوقات اليوم الدراسي العادي كفيلة باكتشاف الطاقات والمواهب من أجل تنميتها، كما أن تلك الأنشطة ليست بالمستوى المطلوب في أثناء الدراسة في المدارس الصباحية، نظراً لطبيعة اليوم الدراسة، وكثرة أعداد الطلاب". تعليم جاذب وذكر "خالد القحطاني" - معلم - أن الأندية سوف تسهم في حفظ أوقات الطلاب والطالبات ورعايتهم وتقديم برامج تربوية ومتنوعة وهادفة تلبي احتياجهم وتعود عليهم بالفائدة والمتعة، كما أنها ستشكل عاملاً مهماً في بناء الشخصية المتوازنة للشباب روحياً واجتماعياً وفكرياً بما يخدم الدين ويسهم في بناء الوطن وفق التطلعات، وينسجم مع العقيدة الإسلامية السمحة وفق منهج سوي معتدل يرفض التطرف والكراهية والعنف ويُشيع لغة المحبة والتآخي على الخير بعيداً عن الأفكار المنحرفة، كما أنها ستهيئ البيئة السليمة لتوجية الشباب توجيهاً سليماً وأخلاقياً، مبيناً أنها تسهم في كشف مواهبهم ومهاراتهم ورعايتها وتنميتها من خلال التعليم بالترفية، إلى جانب احتوائها على برامج تُرسّخ روح المواطنة، وتثري العلاقة بين المدرسة والمجتمع. ماجد الراضي حاجة مُلحَّة وأثنى "ماجد الراضي" - مدير مدرسة - على قرار إعادة تشغيل هذا البرنامج الذي أسعد كثيراً جميع العاملين في حقل التربية والتعليم، مشيراً إلى أنَّ هناك حاجة ملحة لافتتاح تلك الأندية ليلتحق الطلبة والطالبات بها لممارسة مناشطها وفعالياتها الثقافية والرياضية والاجتماعية والفنية، مبيناً أنه متى ما تم ضبط برامجها ومناشطها وفعالياتها وفق رؤية إستراتيجية واضحة تأخذ بعين الاعتبار أهمية المرحلة الحالية التي يعيشها الطلاب وسط عالم منفتح ملئ بالمتغيرات؛ فإنه سوف يكون لها دور كبير في بناء الشخصية المتوازنة للطلاب في ضوء العقيدة الإسلامية السمحة. خالد القحطاني وبيّن أن الأندية ستعمل على تأكيد وترسيخ اللُّحمة الوطنية، والارتباط الوثيق في العلاقة بين أفراد المجتمع والتكاتف مع قيادته وعلمائه، إلى جانب استثمار أوقات الطلاب في برامج تربوية متنوعة وهادفة، إضافةً إلى أنها ستساهم في اكتشاف مواهب الطلاب ورعايتها، وإكسابهم المهارات والخبرات الميدانية، وفق تركيز على الجانب التربوي الإثرائي والحواري، فضلاً عن تعريف الأعضاء بمنجزات الوطن في كافة المجالات. محمد القحطاني إجازة صيفية وأشاد "د. مبارك الحمدان" - وكيل كليات الأمير سلطان للسياحة والإدارة - بقرار تراجع "وزارة التربية والتعليم" عن إيقاف عمل تلك الأندية، مشيراً إلى أنَّ تزامن انطلاقة المشروع مع بدء الاجازة الصيفية جاء في الوقت المناسب، لافتاً إلى أهميَّة تلك الأندية في حفظ وقت الشباب والمساهمة في تنمية مواهبهم وأفكارهم واستثمار أوقاتهم، مؤكِّداً أهميتها في حفظ الأمن الاجتماعي وحفظ الشباب من الانجراف للسلوك غير السوي، مطالباً أن تتميز أنشطة وبرامج تلك الأندية بالشمول والتنوع؛ حتى تلبي ميول واهتمامات كافة الأفراد المشاركين بها. محمد العتيبي ودعا المسؤولين عن تخطيط النشاط داخل تلك الأندية إلى إشراك المستفيدين من برامجها وأنشطتها في التخطيط والتنظيم؛ وذلك لتحقيق التعاون والتنسيق وتحديد الأهداف وتحقيق الرضا والحماس لإنجاح تلك البرامج، مضيفاً أنَّ نجاح تلك الأندية في تحقيق أهدافها مرهون بمدى إشباعها للحاجات النفسية للشباب كالحاجة إلى الانتماء والتعارف والنجاح وإثبات الذات والأمن وغيرها من الحاجات الضرورية الأخرى، مُنوهاً بضرورة أن تكون تلك الأندية فعَّالة بإدارة موظفين ذوي كفاءة عالية يُسهمون في الارتقاء بأبنائنا وبناتنا في شتى المجالات. 200 ناد وأكَّد "د. علي بن صديق الحكمي" - مدير عام مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام "تطوير" - أن المشروع انتهى فعلياً من تهيئة عدد 200 نادٍ في 10 إدارات تعليميَّة، من خلال تحديد المدارس التي ستُطبّق البرنامج وتدريب الطواقم وتأهيلهم لتنفيذ متطلبات البرنامج على أكمل وجه، كاشفاً عن تدريب 1400 من منسوبي ومنسوبات وزارة التربية والتعليم في الرياض ومكة المكرمةوجدة والطائف وعسير وجازان والمدينة المنورة والقصيم والمنطقة الشرقية والأحساء لتشغيل قرابة 200 نادٍ (بنين - بنات)، وإكسابهم المهارات القيادية والإدارية اللازمة لإدارة الأندية، إضافة إلى مهارات تنظيم الأنشطة والفعاليات وأيّ مجالات أُخرى تتناسب مع المجتمع المحيط بالنادي، مؤكِّداً أنَّ تدشين أول مدارس البرنامج في مدينة الرياض سيتم خلال الإجازة الصيفيَّة، على أن يتم تدريجياً تدشين بقية الأندية ال 200 في المناطق المحددة. وأوضح أنَّ البرنامج يهدف في مرحلته النهائية إلى تهيئة (1000) مدرسة في أحياء مختلفة من مناطق ومحافظات المملكة، من خلال فتح أبواب تلك المدارس خلال الفترة المسائية لاستقبال الطلاب والطالبات والأسر وشرائح المجتمع المختلفة المحيطة بالمدرسة؛ بغرض إتاحة الفرصة لهم وتوفير وتهيئة المكان المناسب لممارسة مختلف الأنشطة والهوايات، وكذلك توفير خدمات تعليمية إضافية ودورات مسائية تهدف إلى مساعدة الطلاب والطالبات وأسرهم للتغلُّب على الصعوبات التي تعيق تحصيلهم العلمي، إضافةً إلى تقديم خدمات رعاية الموهوبين والمبدعين وتوفير كافة الوسائل التي تمكنهم من الإبداع واحتضان مواهبهم، منوهاً أنَّ البرنامج يهدف أيضاً إلى تفعيل البرامج الموجّهة إلى الأسرة لرفع قدرتها على مساندة تعلُّم أبنائها وبناتها، وتوفير بيئة تعليمية لهم داخل المنزل تُعزّز فرص التعلم والتميز، وتساعد على التعامل الفعَّال مع المشكلات التربوية، وتحقيق التواصل المستمر مع المدرسة، بما يحقق سمات المدرسة التي نطمح لها من خلال الإستراتيجية التي وضعها مشروع "تطوير" ضمن رؤيته المستقبلية لتطوير التعليم العام في المملكة. وأشار "د. الحكمي" إلى أنَّ أهم ما يميّز برنامج "أندية الحي" بعد وضع الأنظمة وإجراءات الجودة أنها تُدار وفق استراتيجية تعتمد على اللامركزية في الإدارة والتخطيط والتنظيم، حيث يتاح لكل نادٍ وضع الخطط التي تناسبه واختيار الأنشطة والبرامج وفق الميول والرغبات التي تتناسب مع الأعضاء والمرتادين، مُبيناً أنَّ كل نادٍ يملك صلاحية اختيار البرامج والأنشطة التي يقدمها بناء على رغبات الفئة السكانية المحيطة بالنادي، حيث يشمل ذلك الخدمات التعليمية والثقافية والرياضية والعلمية والاجتماعية والترفيهية، بما في ذلك دروس التقوية والتهيئة للاختبارات العملية والتحصيلية وقياس القدرات، والدورات الحاسوبية والتقنية، والخدمات الرياضية والأنشطة الاجتماعية والترويحية والرحلات. ولفت أنَّ القائمين على البرنامج يسعون إلى شغل أوقات الشباب من البنين والبنات بما يعود عليهم بالنفع ورفع مستوى الإبداع في العملية التربوية، فضلاً عن الاستغلال الأمثل للمباني المدرسية وتجهيزاتها، مشدداً على أهميَّة دور القطاع الخاص في المشاركة في تنفيذ البرامج المتنوعة التي ستقدمها أندية الحي، مشيراً إلى أنَّ مشروع "تطوير" يدرس حالياً إمكانية إتاحة الفرصة لمشاركة القطاع الخاص المتخصص في إدارة الأندية، إيماناً منه بأهميَّة الشراكة مع القطاع الخاص في مجال التعليم لبناء تنمية مستدامة بكافة جوانبها ومجالاتها.