في الآونة الأخيرة تم تداول صور لأوراق إجابات بعض الطلبة والطالبات، وذلك عبر البريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، وقد تداولها الجميع على سبيل الطرفة والتندر، وفعلا كانت بعض الإجابات مخجلة، بل محزنة، وتعطي صورة سيئة لمستوى التعليم في المملكة، لا أريد أن استعرض بعض تلك الأوراق، وكيف أجاب بعض الطلبة أو الطالبات على أسئلة بسيطة، الأمر ليس طرفة بل مأساة، فهو أولاً ممارسة سيئة من قبل الشخص الذي اطلع على ورقة الإجابة ومن ثم صورها وبثها عبر الإنترنت، سواء كان ذلك الشخص هو مدرس المادة أو مراجع أو مسئول إداري، لأنه من الأمانة أن تبقى هذه الأوراق قيد السرية والكتمان ولا يطلع عليها أحد إلا في حالة مراجعة نتيجة الطالب أو الطالبة من قبل ولي الأمر. المأساة الأكبر أن ما قدمه أو كتبه أولئك الطلبة أو الطالبات هو حصاد عام كامل من الدراسة والتلقين، وهذا يعني وجود خلل في المناهج أو طرق التدريس، أو أن المدرسين رجالا ونساء لا يمتلكون القدرة على توصيل المعلومة لتكون حاضرة في أذهان الطلبة عند الاختبارات وتكون إجاباتهم صحيحة، إضافة إلى أن هنالك خللا في متابعة الطلبة والطالبات خلال العام الدراسي، ومعرفة مستوى تحصيلهم العلمي، وإجراء الاختبارات الدورية التي بكل تأكيد تكون شبيهة بالاختبارات النهائية، وحينها لو قدم طالب أو طالبة إجابة شبيهة بما تم تداولها عبر الإنترنت، ستكون هنالك فرصة لمناقشة الطالب والاتصال بولي أمره إذا كان لديه إعاقة ذهنية، والتواصل مع المشرف الاجتماعي لمعرفة أسباب الإخفاق أو عدم الاستيعاب الذي يشعر به الطالب. كنت أتمنى أن يكون هنالك تحقيق من قبل وزارة التربية والتعليم لمعرفة كيف تسربت صور إجابات الطلبة والطالبات الغريبة، يحاسب فيه من سربها، ومعرفة الخلل الذي جعل هذا الطالب أو تلك الطالبة تكتب بعض الكلمات التي قد تكون نابية أو مخلة بالحياء على ورقة الإجابة، وإن كانت بعض تلك الكلمات تكون إجابة ساذجة كأنها إجابة أحد الأميين. أمر أخير يجب أن نعرف أن الجيل الجديد لديه من الذكاء والفهم ما يجعل النسق التقليدي للتعليم غريباً عليه، فأغلب هذا الجيل يتعامل مع أجهزة الاتصالات الحديثة، وقد يتواصل مع آخرين عبر الحاسب و"البلاي ستيشن"، في أرجاء العالم، هذا الجيل يحتاج إلى استيعاب لقدراتهم، ومعرفة كيفية التواصل معهم وتعليمهم وفق عقليتهم المختلفة والمتجددة، والتي قد تختلف إلى حد كبير عن أساتذتهم الذين قد لا يملك بعضهم بريداً إليكترونياً، فما بالكم ببقية التقنية الحدية. أعود وأقول إن نشر تلك الصور وجعلها مادة مسلية، نتداولها عبر أجهزة الهاتف بتقنياته الحديثة أو الحاسب الآلي، كأننا نتداول صوراً عارية، تفضح تخلف الجيل الجديد، وتفضح سوء التعليم هنا، أيها الأعزاء احذفوا كل رسالة عبر البريد الإلكتروني أو الوسائط، وابحثوا عن النتائج المشرفة لإبداعات الطلبة والطالبات، حتماً ستجدون ما يبهج.