صدر حديثاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتابان تراثيان من تقديم وتحقيق الدكتور معجب العدواني الأول منهما بعنوان « أنموذج القتال في نقل العوال» لمؤلفه الشيخ شهاب الدين أحمد بن يحيى بن أبي حجلة التلمساني، ويقع الكتاب في 148 صفحة من القطع الكبير، أما الكتاب الثاني فبعنوان «نزهة أرباب العقول في الشطرنج المنقول» لمؤلفه أبو زكريا يحيى بن إبراهيم الحكيم، حيث يضم الكتاب 188 صفحة من القطع الكبير، وقد جاء تصميم الغلافين من تنفيذ زهير أبو شايب. يقول د.العدواني عن الكتاب الأول: لفنون الهزل والنوادر المدهشة الموازية للشطرنج وظائف عدة منها إسهامها في خروج اللاعب، ولو للحظة، من دائرة التركيز الذهني الشديد والكبير الذي يلتزمه اللاعب أثناء ممارسة هذه اللعبة، وهي تمنح اللاعب السارد ثقة الراوي وتطلعاته لتحريك شخوصه، وكأن الراوي يربط بين عدة شخوص: شخوص النادرة أو الحكاية، اللاعب، قطع الشِّطرنج . كما أن هذه الممارسة تمنحه سرعة (القمْر) هذا المفهوم المتداول مرتبطًا بالشِّطرنج ، يمكن أن يسارع أثناء تشتت انتباه اللاعب الآخر بالضحك من النادرة أو متابعة دهشة الحكاية إلى تغيير موقع أحد القطع الشِّطرنجية أو يمارس تغييرا على الرقعة ما يؤدي إلى انقلاب في موازين القوى في هذه اللعبة فينقلب الربح إلى خسارة، وتتحول الخسارة إلى ربح بفعل القمر المرتبط بمنتج (أدبي). أما عن الكتاب الثاني فيقول عنه المحقق: حُفت لعبة الشطرنج بسياق ثقافي في موروثنا العربي يتضمن الحكاية والشعر والتاريخ، فقد ارتبطت اللعبة بنصوص كثيرة تستحق الوقوف وإعادة النظر إليها، إذ كان التعامل مع النصوص الشطرنجية بوصفها نصوصًا من الدرجة الثانية، مع أنه يمكن النظر إليها بوصفها لعبة تتحول إلى سياق أدبي صرف تحيط بها النصوص الأدبية.. ويقودنا ذلك إلى المبادرة إلى التعرف على جدوى موضوع الشطرنج وأهميته في التناول، مع كونه موضوعًا قد يرى فيه بعض الدارسين حرجًا، وربما كانوا لايعلمون أن هؤلاء الأدباء والفقهاء كابن أبي حجلة قد بادروا إلى تأليف هذه الأعمال منذ قرون ولم يشعروا بالحرج أو التردد، ولعل تناولهم كان نابعًا من محاولة قراءة اللعبة بوصفها نصًا له سياقاته الثقافية.»