لعل من أهم أسباب تدني مستوى التعليم في بلادنا هو تكدس الفصول ، الذي يحول العملية التعليمية إلى تلقين وحفظ ، دون أن يكون هناك مجال للتفاعل بين التلميذ والمدرس ، ودون أن يكلف الطالب بواجبات منزلية ، فلا وقت للمدرس لكي يصحح خمسين إجابة ، وفي معظم المدارس فإن متوسط عدد الطلبة في الفصل لا يقل عن خمسين طالباً أو طالبة ، ولهذا أوصت لجنة شكلتها الإدارة العامة للتربية والتعليم في الأحساء ( لماذا الأحساء بالذات وليس كل المملكة ؟ ) لمعالجة الكثافة الطلابية في المدارس بتحديد السقف الأعلى لعدد فصول المرحلة الابتدائية ب 30 طالباً و35 طالبا للمرحلتين المتوسطة والثانوية و20 طالباً في كل فصل دراسي في المدارس المستأجرة حيث إن الغرف صغيرة في هذه المدارس ، وفيما أراه فإن هذا العدد المقترح لعدد الطلبة في الفصول ما زال كبيرا جدا ، ويجب ألا يزيد عن 20 طالبا ، ولم يرد في هذه التوصيات أي ذكر للمعامل ، حيث إن هذه فيما سمعت مكدسة أيضا ، ويشترك أكثر من طالب في أي جهاز من أجهزة المعامل كالميكروسكوب مثلا ، بينما يجب أن يكون لكل طالب كاونتره أو طاولته الخاصة وكذلك أدوات المعمل الخاصة به ، وعندما لا يحدث ذلك كما هو الحال فعلاً ، فإن الطالب الذي يتخرج من المرحلة الثانوية يكون ضعيفاً في النواحي العملية والتطبيقية ، الأمر الذي يعاني منه في المرحلة الجامعية ، ومع الأسف فإن معامل هذه المرحلة ليست أفضل من معامل المرحلة الثانوية ، وبذلك يتخرج الطالب السعودي دون أي تحصيل نظري ، لأن ما يحفظ سرعان ما ينسى ، ودون أي خبرة عملية لعدم تدريبه الكامل في المعامل ، ولا نقول سوى : متى ينصلح الحال ؟