يظل التعليم اللبنة الأولى لتقدم الأمم في شتى مجالات الحياة، وذلك من خلال توفر الوسائل والسبل كافة، التي تضمن نجاح الحركة التعليمية والتربوية داخل البلد، لكن التعليم لدينا يعاني من معضلة خطيرة يشتكي منها التعليم الثانوي، وبخاصة في المدن الكبيرة ألا وهي مشكلة الكثافة الطلابية في المدارس التي قد يزيد عدد طلابها على ألف طالب. الأمر الذي يجعل الحركة التعليمية لدينا مهددة بالفشل الذريع، وذلك من خلال تكدس أعداد الطلاب داخل الصف الواحد، فنجد عدد طلاب الفصل يفوق ال (50) طالبًا. هذا الازدحام الطلابي داخل الفصول يجعل المعلم والطالب يعيشان مرحلة من اليأس فيما يتعلق بإيصال المعلومات من المعلم واستقبالها من الطلاب، كذلك يجعل متابعة الطلاب أمرًا صعبًا لدى المعلم، فالحصة التعليمية (45) دقيقة، وعدد الطلاب يفوق ال (50) ولو أعطينا كل طالب من الطلاب دقيقة واحدة لما كانت كافية لهم، بالإضافة إلى صعوبة التنقل بين الطلاب داخل الصف، ناهيك عن الأعراض الصحية التي قد تصيب الطلاب من خلال هذا التكدس الرهيب، فازدحام الطلاب بهذا الشكل يجعل انتشار العدوى المرضية سريعة بينهم، كذلك لا ننسى انتشار بعض الأخلاق السيئة التي قد تصاحب هذا الازدحام الخطير الذي تعيشه كثير من مدارس المرحلة الثانوية، والتي ينبغي أن تكون أكثر اهتمامًا من قبل وزارة التربية والتعليم من أجل تهيئتها لدخول التعليم العالي لمواصلة الإبداع التعليمي الذي نصبو إليه. هذا الازدحام الطلابي الخطير يجعل المدارس بشكل عام، والمدارس الثانوية بشكل خاص تعيش مرحلة حقيقية تكمن في عدم الاستقرار نظير مخالفة النظام الذي ينص على أن يكون عدد الطلاب في الصف (30) طالبًا، فما بالك بعدد طلاب فصلين في فصل واحد. ومن هذا المنطلق فإن وزارة التربية والتعليم مطالبة بالتدخل السريع، وإيجاد الحلول من أجل التصدي لهذه الظاهرة التي تهدد تعليمنا بالفشل من خلال بناء المدارس، وإعادة التوزيع المناسب لكل مدرسة بحيث لا يزيد عدد طلاب المدرسة الثانوية على (500) طالب، كذلك المدارس المتوسطة الموجهة للثانويات يجب ألا يزيد عددها على ثلاث، وأن يكون الطلاب الدارسون ممن يسكنون ضمن نطاق المدرسة، بالإضافة إلى عدم زيادة عدد طلاب الصف على (30) طالبًا حتى نرتقي بتعليمنا للأفضل من خلال تخريج جيل واع ومدرك للمسؤولية نضاهي به بين الأمم لنثبت لهم أن بلادنا تعيش نهضة تربوية تعليمية حقيقية. عبده بلقاسم المغربي - الرياض