ارجع صاحب السمو الملكي الأمير احمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية نجاح المملكة في التصدي لظاهرة الإرهاب إلى النية الطيبة والصالحة التي تدفع الجميع إلى الصلاح في الدرجة الأولى ممتدحاًً اتجاه الكثير ممن سلكوا طريق الإرهاب سابقاً إلى الاتجاه الصحيح. ولفت سموه إلى أن القلة التي تخالف التوجه العام لا بد من وضع حد لها بالتوجيه والإرشاد وإذا لزم الأمر العقاب لمن يستحق. جاء ذلك خلال رعاية سموه لحفل تخريج جامعة نايف مساء أمس بمقر الجامعة بالرياض دفعة جديدة من طلابها ممن حصلوا على درجة الدبلوم والماجستير والدكتوراه وعدد من المشاركين في الدورات التدريبية. وطمأن سموه المواطنين على صحة سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مؤكداً أن سموه بخير وقال:الأمير بخير وتحدثت معه البارحة وسيعود قريباً لأرض الوطن. حوادث الاعتداء على السعوديين في الخارج فردية وكلنا مجندون لخدمة الدين والوطن وحول حماية الرعايا السعوديين في الخارج وتعرضهم لبعض الحوادث أكد سموه أنها حوادث فردية لا تمثل إلا صاحبها وأضاف:على كل حال الذي يؤدي واجبه في خدمة الدين والوطن هو إن شاء الله شهيد لأنه يؤدي عمله المخلص لما فيه خير دينه ووطنه وان الجميع جنود مجندون لخدمة هذا الوطن وعقيدته الإسلامية. وفي رد لسموه للصحفيين حول ما وصلت إليه إجراءات تجنيس السعوديين المتزوجين من أجانب قال إنها تسير في طريق مفتوح وتعتمد على قواعد نظامية متى ما طبقت تتم. سموه يتسلم درع الجامعة من رئيسها ويبدو د. الحرفش وامتدح سمو نائب وزير الداخلية دور جامعة نايف العربية في مكافحة الإرهاب في المملكة لافتاً إلى أنها تقوم بدور كبير بمكافحة الإرهاب والتعريف به من خلال المناهج المتخصصة وبذل الجهود والدراسات مبدياً أمله في أن تكون اجتماعات العرب -إن شاء الله- نبراس خير ودليلاً لمن انتسب لها أن تؤدي أعمالا تطال هذه الأمور المسيئة ولا تتكرر في جميع البلاد العربية التي تتطلع إلى مستقبل زاهر. وختم سموه حديثه بتطلعه أن تكون جامعة نايف العربية مصدر خير للجميع والتعاون متمنياً أن يتحول كل خريج من هذه الجامعة إلى ركيزة أمنية تسهم في تحقيق الأمن والعدالة وتخدم جميع البلاد العربية بكل حرص وعناية. من جهته، نوه الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن صقر الغامدي رئيس الجامعة بحكمة وحنكة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى لهذه الجامعة وقال في كلمته بهذه المناسبة: لقد كان الأمن العربي ولمَّا يزل هو الشغل الشاغل لسموّه فهو يسوس مجلس وزراء الداخلية العرب بحكمةٍ وحنكةٍ وتمرُّسٍ منذ إنشائهِ وحتّى يومِنا هذا حتى صار أنموذجاً يحتذى وهو بشهادة العارفين من أنجح المجالس العربية كيف لا وهو يصل الليل بالنهار ساهراً على أمن الأمة وسلامتها. ويكرم سموه احد الطلاب اليابانيين وشدد الغامدي على أهمية المواطنة لافتاً إلى أنها ليست شعارات ترفع إنما هي ممارسات على أرض الواقع وتضحية بالنفس والنفيس لتبقى راية الأوطان خفاقة وأضاف:كل منا مسئول وعلى ثغر فكل لبنة من لبنات الوطن بحاجة لقطرات من العرق. وطالب رئيس الجامعة الأمّة أن تسمو بحاضرها وتتطلع لمستقبلها مستحضرة تراثها العربي الإسلامي الذي يعد جزءاً من التراث الإنساني العالمي بكافة أبعاده لافتاً إلى أننا نشهد اليوم عالماً تذكيه الصراعات السياسية وتؤججه الفتن الطائفية والمذهبية وأضحى العالم العربي بؤرة لمثل هاتيك الصراعات ما جعله يمثل صدارة الاهتمام العالمي ولعل الإعلام التفاعلي الذي تشهده الساحة العربية يشكل واحداً من هذه الأدوات المؤججة للفتن والتي غدت مطيّة لكثير من التيارات الهدامة ومنها ما يمثل تبعيته لأعداء الأمة الأمر الذي يسيء لأمن الوطن والمواطن. وبين الغامدي أن هذه الجامعة بحكم مكانتها لتدرك حجم مهددات الأمن دقها وجلها موضحاً أن الأمن ركيزة الركائز وعماد النماء ومركب الرخاء لافتاً إلى انه لا يدرك قيمة الأمن إلا من يكابد الخوف حيث لم يكن تحقيق الأمن يوماً من الأيام بالأماني ولا بالترجي وإنما بالجهد الجهيد والعمل المديد والرأي السديد. وختم رئيس الجامعة كلمته بالتأكيد على أن هذه الجامعة باتت محط أنظار الجامعات والمنظمات العربية والدولية وغدا الحراك الشامل سمة من سماتها من خلال الشراكات الإستراتيجية مع نظيراتها من الجامعات والمنظمات مثل المفوضية السامية لشئون اللاجئين والمنظمة الدولية للطفولة "اليونيسيف"، والمنظمة الدولية للهجرة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية والمنظمة الدولية للحماية المدنية والمجلس الاستشاري العالمي والاتحاد الأوروبي والإنتربول فضلاً عن اعتماد الجامعة عضوا في مجلس وزراء العدل العرب ومجلس وزراء الشئون الاجتماعية ومجلس وزراء الإعلام العرب إلى جانب عضويتها في مختلف الاتحادات الجامعية عربياً وإسلاميًّا وعالميًّا. من جانبهم عبر الخريجون عن سعادتهم بهذا التشريف من سمو نائب وزير الداخلية وقالوا في كلمتهم التي ألقاها عنهم الدكتور طلال بن مسعد المطرفي إن هذه الجامعة التي تحمل اسم رجل الأمن الأول في الوطن العربي وراعي المسيرة الأمنية العربية هي في سويداء قلوبنا منحتنا الكثير وهنا يأتي دورنا في رد الجميل لأوطاننا ولأمننا وأمتنا وهو شرف لا يضاهيه شرف خاصة وأن سموه سبقهم في هذا الشرف بما قدمتموه للوطن من عصارة فكركم وتجربتكم الرائدة في مجال الأمن حتى أضحت هذه البلاد مثالاً يحتذى في الأمن والأمان. ونوه الخريجون بما سخرته لهم الجامعة عبر كلياتها ومراكزها وإداراتها من إمكانات فنية وبشرية غير مسبوقة ونهلهم على أيادي أساتذة وخبراء أكفاء عرباً وعالميين خاصة في مجال الأجهزة المخبرية وتقنيات الحاسب الآلي. كما ألقى الدكتور جواد أحمد العاني كلمة أشار فيها إلى العلاقة التاريخية المتميزة للمملكة الأردنية الهاشمية مع هذه البلاد المباركة ممتدحاً برامج الجامعة حيال معالجة المشكلات الأمنية وفق مصطلح الأمن بمفهومه الشامل ومشاركة الاختصاصيين من كل منابع العلم ما أكسهم وأكسب الجامعة خبرات تلكم المؤسسات والمنظمات التي تتعاون معها الجامعة التي عدّها بيتنا الغني بالخبرات الأمنية والعدلية والتربوية والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية كما أعرب الدكتور العاني عن إعجابه بالتجربة السعودية الثرية في مكافحة الجريمة وعلى الأخص جرائم الإرهاب قائلاً: هذه التجربة التي تعد من أنجح وأنجع التجارب العالمية والتي أصبحت تدرس على كافة المستويات. بعدها ألقى سفير اليابان السيد شيغيرو إندو كلمة نقل عبرها تحيات الشعب الياباني وكذلك تحيات الحكومة اليابانية لسموه ولحكومة المملكة وأضاف: نحن نقدر العلاقة السعودية اليابانية في كل من القضايا السياسية والتجارية وفي اليابان نحن نقف بحزم ضد الإرهاب ونقيِّم عالياً التجربة السعودية في هذا المجال وزاد: إنني هنا للاحتفال بمشاركة ضباطنا اليابانيين في دورة تدريبية حول مكافحة الإرهاب ونحن سعداء للاستفادة من تجربة أصدقائنا في المملكة في هذا المجال فهذا هو أحد المجالات التي نمت أكثر أهمية في السنوات الأخيرة وأخذت اتجاهات خارج حدود الدول. وختم كلمته بتأكيده مواصلته تعاونهم مع هذه الجامعة والتي تعتبر واحدة من الجامعات الرائدة في العالم العربي. من جهته نقل المستشار ياسر عبد المنعم عبد العظيم في كلمة له تحيات الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية مؤكداً اعتزاز الجامعة بالدعم الذي تلقاه من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين ما يؤكد أن هذه البلاد عزيزة على قلوب كل العرب والمسلمين لأنها محور الاعتدال والوسطية وأحد الداعمين الرئيسيين لمسيرة جامعة الدول العربية.وقال المستشار ياسر: إننا في جامعة الدول العربية الأم نثمن عالياً الدور الذي تقوم به هذه الجامعة في استشراف ودراسة الظواهر الإجرامية المستحدثة ووضع الحلول المناسبة لمكافحتها ونرتبط وإياها بعلاقات تعاون إستراتيجي من خلال عضويتها في معظم مجالس جامعة الدول العربية كما نعرب عن إعجابنا بمستوى البرامج العلمية التي تنفذ سنوياً في المجال الإعلامي مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية هذه البرامج التي استفاد منها الاختصاصيون العرب.