أكد وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الخميس ان أي تدخل عسكري في سوريا يحتاج الى تاييد الاممالمتحدة، واصفا اعمال العنف الاخيرة في البلاد بأنها "غير محتملة". ردا على سؤال حول ما اذا كان يتوقع سيناريو تؤيد فيه الولاياتالمتحدة تدخلا عسكريا من دون موافقة الاممالمتحدة قال بانيتا "كلا لا يمكنني تصور ذلك". وقال بانيتا إن واجبه كوزير دفاع يحتم عليه "التأكد عندما ننشر رجالنا ونساءنا في الخدمة ونعرضهم للخطر من اننا ندرك تماما ما هي المهمة اضافة الى وجود الدعم اللازم لتنفيذ هذه المهمة". لكنه اكد ان الوضع في سوريا "غير محتمل" وان بلاده لا تستبعد اي سيناريو. وقال بانيتا للصحافيين على متن طائرته المتجهة الى سنغافورة "يهم دوما الولاياتالمتحدة ان تحمي كل خيار ممكن للتحرك في المستقبل". وأتت تصريحات بانيتا غداة تحذير السفيرة الاميركية في الاممالمتحدة سوزان رايس من تدخل اميركي عسكري إن رفضت روسيا تغيير موقفها المعارض لفرض عقوبات قاسية على دمشق. وبعد لقاء بانيتا مع الصحافيين اشار سكرتيره الاعلامي جورج ليتل الى ان تصريحات وزير الدفاع والسفيرة الاميركية في الاممالمتحدة ليست "متناقضة". واوضح ان بانيتا "قال بوضوح إننا نحتفظ بجميع خياراتنا. لم يستبعد اي خيار عن الطاولة". وتابع ان وزير الدفاع يعارض العمل العسكري الاحادي ويؤيد تشديد الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال "إن ذلك لا يعني ان تصريحات الوزير تتناقض مع ما قالته رايس". الى ذلك قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة إن روسيا لا تدعم اي طرف في الصراع الدائر في سوريا ونفى ان بلاده تمد دمشق بأسلحة قد تستخدم في حرب أهلية. واضاف بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل انه يتعين على المجتمع الدولي مواصلة دعم خطة الوسيط الدولي كوفي عنان الرامية لحقن الدماء. وقال بوتين "لدينا علاقة طيبة وقديمة مع سوريا الا اننا لا ندعم اي طرف على نحو قد ينشأ عنه خطر اندلاع حرب اهلية." ومضى يقول "أتفق مع السيدة المستشارة (ميركل) على ان مهمتنا المشتركة هي الحيلولة دون تطور الوضع في ضوء مثل هذا السيناريو غير المرغوب. نشهد اليوم بوادر وقوع حرب اهلية. إنه امر بالغ الخطورة." وقال "أما فيما يتعلق بالإمداد بالاسلحة فإن روسيا لا تمد بأسلحة قد تستخدم في حرب أهلية." ودعا وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي موسكو الى العدول عن دعمها لدمشق، في مقابلة صدرت الجمعة قبل ساعات قليلة من وصول الرئيس الروسي الى برلين. وقال فيسترفيلي متحدثا لصحيفة دي فيلت الالمانية "نرى ان على روسيا ان تقر بأننا لا نتحرك ضد المصالح الاستراتيجية الروسية حين نسعى لوقف العنف في سوريا". وتابع "ان روسيا وموقفها حيال نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد يلعبان دورا اساسيا في المسألة السورية". وجدد موقف بلاده محذرا من اي تدخل عسكري في هذا البلد وقال "يجب الا نعطي انطباعا في وسط هذا الوضع الصعب ان تدخلا عسكريا هو الطريق المفتوح لحل سريع". وتابع "الجهود السياسية والدبلوماسية في غاية الصعوبة لكن يجب ان نستمر فيها". من جانبه حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجمعة إثر محادثات في اسطنبول مع المعارضة السورية والامين العام للامم المتحدة بان كي مون من ان سوريا "على شفير حرب اهلية شاملة" وينبغي ان تطبق خطة كوفي انان. وقال هيغ لمجموعة من الصحافيين ان "الامين العام وانا شخصيا وكذلك المعارضة السورية نعتقد ان سوريا على شفير وضع كارثي ، على شفير حرب اهلية شاملة وسقوط سوريا في مواجهات طائفية". الى ذلك اعلن رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي في مقابلة نشرتها صحيفة كومرسانت الجمعة ان سوريا وايران ستكونان على جدول اعمال القمة الروسية الاوروبية الاحد والاثنين في سان بطرسبرغ، الى جانب مسالة حقوق الانسان. وقال فان رومبوي في المقابلة "من الضروري بحث مسائل الساعة مثل مكافحة الازمة الاقتصادية والمالية والعنف في سوريا وبرنامج ايران النووي". وتابع ان "مسألتي حقوق الانسان وسيادة القانون ستكونان على جدول الاعمال كما في القمم السابقة". وفيما يتعلق بسوريا قال فان رومبوي إنه "من الضروري وضع حد للعنف ضد المدنيين". وتابع "ان الاتحاد الاوروبي سيستمر في اتخاذ تدابير مقيدة طالما ان القمع متواصل".