سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محللون دوليون : الصين تُراجع موقفها .. وروسيا «المعزولة» تفقد مواقعها في العالم العربي قوات النظام تعاود قصف «الحولة» .. ومقاتلون سوريون يمنحون الأسد 48 ساعة للالتزام بخطة عنان
قال متحدث باسم مقاتلين سوريين أمس انهم منحوا الرئيس السوري بشار الاسد مهلة 48 ساعة للالتزام بخطة كوفي عنان لانهاء العنف وإلا واجه العواقب. وقال العقيد قاسم سعد الدين في بيان نشر بموقع (يوتيوب) على الانترنت "القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل تعلن إعطاء النظام السوري مهلة 48 ساعة أخيرة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي." وأضاف "تنتهي المهلة الساعة 12 ظهرا بتوقيت سورية (نفس توقيت الرياض) يوم الجمعة واذا لم يستجب فإن الجيش الحر في حل من اي تعهد بخطة عنان وواجبنا الاخلاقي وعقيدتنا تحتم علينا الدفاع عن المدنيين وحماية قراهم ومدنهم وصون كرامتهم." واتهمت المعارضة السورية قوات النظام بقصف بلدة الحولة مجدداً مساء أمس الاربعاء ودعت مراقبي الاممالمتحدة الى التوجه الى هذه البلدة في وسط سورية، التي كانت مسرحا لمجزرة يوم الجمعة الماضي اودت بحياة اكثر من مئة شخص. واتهم المجلس الوطني السوري المعارض في بيان "النظام المجرم بقصف بلدة الحولة مستخدماً الدبابات والمدفعية". وقال البيان ان "الاهالي وجهوا نداء استغاثة نتيجة الهجوم الوحشي الذي يشنه النظام على البلدة، بعد أن قام بسحب الحواجز العسكرية المحيطة بها، ما يوحي عادة ببدء مرحلة من الهجمات الصاروخية". كما دعا المجلس "فريق المراقبين الدولي إلى سرعة التحرك نحو الحولة وممارسة الضغط على النظام لوقف عمليات القصف وحماية من تبقى من المدنيين فيها". من جهته نقل المرصد السوري لحقوق الانسان ان "اعمدة الدخان تتصاعد من بلدة تلدو بمنطقة الحولة وتترافق مع استمرار سقوط قذائف على البلدة" مضيفا ان البلدة "تشهد حالة نزوح باتجاه البلدات الاخرى بمنطقة الحولة تخوفاً من مجزرة جديدة". في باريس، اعتبر محللون ان الحديث عن تحرك دولي ضد النطام السوري لوقف حمام الدم النازف يهدف في الواقع الى زيادة الضغوط على روسيا والصين لان حصول هكذا تحرك هو امر مستبعد في المدى القصير. والثلاثاء أعاد الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند التأكيد على التعهدات التي قطعها خلال حملته الانتخابية، بقوله ان "تدخلا مسلحا (في سورية) ليس مستبعدا" لكن بشرط ان يتم في اطار الاممالمتحدة. وتعليقاً على هذا التصريح، قال المحلل ديدييه بيون من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (إريس) ومقره باريس ان كلام هولاند هو "اعادة تأكيد للقانون الدولي وهي لا تكلف الكثير، فكما نعلم لا الصينيين ولا الروس سيصوتون على مبدأ التدخل العسكري" في سورية. ومنذ أكثر من عام تقف موسكووبكين سداً منيعاً في وجه أي محاولة في مجلس الامن لاستصدار قرار يدين نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وبمعنى آخر فان مظلة الاممالمتحدة التي يريد الرئيس الفرنسي الاستظلال بها لتغطية اي تحرك ضد سورية غير متوفرة، أقله على المدى القصير. وبالفعل فقد سارعت موسكو الى تفريغ كلام الرئيس الفرنسي من معناه، بقول نائب وزير الخارجية الروسي اندري دينيسوف ان "الحديث عن تدخل خارجي ينم عن عواطف سياسية اكثر منه عن تقييم وتحليل ومقاربة وازنة" للوضع. وبالنسبة الى العديد من الخبراء فإن الحديث عن تدخل دولي يأتي في الوقت الذي تبدو الصين بصدد اعادة النظر بموقفها، كما يأتي بعدما وافقت موسكو على صدور ادانة من مجلس الامن لمجزرة الحولة. وبحسب فرنسوا هيسبورغ من مؤسسة الابحاث الاستراتيجية (اف.آر.اس) فإن بكين تأمل في اعادة توجيه بوصلة وارداتها النفطية من ايران الى دول الخليج العربية وبالتالي يتعين عليها تليين موقفها من الملف السوري. اما روسيا، الحليف الدائم لنظام الاسد، فهي "في عزلة متزايدة (...) وهي بصدد خسارة مواقعها في العالم العربي".