أعلنت الحكومة التركية عن قرارها بطرد كل الدبلوماسيين السوريين من أنقرة، وقالت الخارجية التركية امس إن لدى السفير السوري وموظفيه مهلة 72 ساعة لمغادرة البلاد. تأتي هذه الخطوة التي صاحبتها خطوات مماثلة في كل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا وألمانيا والولاياتالمتحدة وألمانيا بعد أيام من مقتل عشرات السوريين في مجزرة شهدتها بلدة الحولة بريف حمص، وتسببت في موجة انتقادات عالمية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأضافت الخارجية التركية في بيانها أن قتل 110 من المدنيين في الحولة بينهم 50 طفلا يعد "جريمة ضد الإنسانية لا يمكن أن تمر بدون عقاب". وأشار البيان إلى أن تركيا والمجتمع الدولي على استعداد لاتخاذ خطوات أكثر صرامة إذا واصل النظام السوري استخدام العنف ضد المدنيين ورفض تنفيذ إصلاحات ديمقراطية. كما طلبت اليابان من السفير السوري في طوكيو مغادرة البلاد كما اعلنت وزارة الخارجية امس فيما تتزايد الضغوط الدولية على حكومة دمشق بسبب استمرار اعمال العنف الدموية. وقال مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية ان الحكومة اليابانية طلبت من محمد غسان الحبش مغادرة البلاد "في اسرع وقت ممكن". واضاف المسؤول "هذا التحرك هدفه ان تظهر اليابان احتجاجها الشديد لسوريا ليس فقط على العنف وانما على الانتهاكات الفاضحة لحقوق الانسان". واضاف ان اليابان اتخذت هذا القرار "بالتنسيق مع دول اخرى". ولم تحدد اليابان مهلة زمنية لتنفيذ قرار الطرد. وقال وزير الخارجية الياباني كويشيرو غيمبا في مؤتمر صحافي ان اليابان ستبقي على العلاقات الدبلوماسية مع سوريا. وفي الولاياتالمتحدة حيث اعطي القائم بالاعمال السوري 72 ساعة للمغادرة، قالت المتحدة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند "نحمل الحكومة السورية مسؤولية "مجزرة الحولة. وتابعت ان المجزرة "هي ابرز مثال الى هذا اليوم على الانتهاكات الفاضحة للحكومة السورية لالتزاماتها حيال مجلس الامن الدولي". وحثت كافة الدول على "ادانة اعمال نظام الاسد من خلال اتخاذ تدابير مماثلة". واعلنت بلجيكا السفير السوري "شخصا غير مرغوب فيه" لكنه اضافت انه يتم طرده لانه موفدا الى الاتحاد الاوروبي الذي لم يتنبى اجماعا حول هذا الامر، من جهتها حثت موسكو دول العالم على التركيز على انهاء دوامة العنف بدلا من السعي لتغيير النظام، ودعت لاجراء تحقيق دولي في المجزرة التي وقعت الاسبوع الماضي وادت ايضا الى اصابة 300 شخصا بجروح. وقالت الخارجية الروسية في بيان "في هذه المرحلة يجب اجراء تحقيق موضوعي ومحايد حول كل ما جرى، تحت اشراف مراقبي بعثة الاممالمتحدة في سوريا". وامس اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف لوكالة انترفاكس ان روسيا تعتبر "من السابق لاوانه" القيام باي تحرك جديد في الاممالمتحدة ضد سوريا بعد مجزرة الحولة. وقال غاتيلوف "نعتبر ان نظر مجلس الامن الدولي في اي اجراء جديد للتاثير على الوضع، سابق لاوانه". ويلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند مساء الجمعة في باريس. في دمشق اعلنت وزارة الخارجية السورية في بيان امس طرد القائمة بالاعمال في السفارة الهولندية في دمشق وامهلتها ثلاثة ايام للمغادرة. وقالت الخارجية في بيان مقتضب ان "سوريا تطرد القائمة باعمال السفارة الهولندية بدمشق وتمنحها 72 للمغادرة". وانتقدت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم الصادرة صباح امس في دمشق اقدام دول غربية على طرد السفراء السوريين. وتحت عنوان "سعار دبلوماسي" كتبت البعث "ما معنى ان يقرر الاطلسيون طرد السفراء السوريين دفعة واحدة بينما كان (المبعوث الدولي المشترك) كوفي عنان في دمشق يبحث سبل انجاح خطته". واعتبرت الصحيفة ان هذه الخطوة "حركة مكشوفة بقدر ما هي مشبوهة وضربة في الصميم لجهود عنان للايحاء بان الزمن الان هو زمن الحرب وان المواجهة العسكرية باتت امرا محتما". وانتقدت الصحيفة السياسة الخارجية للرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند معتبرة انه "يلوح بخطاب الحرب مجازفا بالتضحية بسياسة فرنسا الخارجية كلها على مذبح استرضاء اسرائيل ".