** داود الشريان..!! عرفته في «اليمامة» منذ عام 1981.. وزاملته. وقد كان في «اليمامة» قبلها منذ «دهر».. سكرتير تحرير.. ثم مدير تحرير.. ثم رئيس تحرير بالوكالة. أما عندما عرفته فقد كان يلعب بأسماء مستعارة.. فمرة يوقع: «أعور» ومرة «سليمان أبوالريش».. ومرة يكلفك بإجراء حوار مع «وزير» أو مسؤول كبير.. وتفاجأ به يرافقك مستمعاً ومشاركاً. عندما كان الدكتور فهد العرابي الحارثي رئيساً لتحرير اليمامة.. كنت اكتب «تجديف بحار».. وكان أحياناً يرفض إجازة ما أكتب.. لأسباب يراها موضوعية.. لكن رفضه لا يكون نهائياً.. فهو في آخر الأمر يقول: - هذا الكلام أنا ما أجيزه.. لكن عندك داود يمكن يجيزه؟ ويقرأه داود.. و«يفرصع فيك» ويقول ضاحكاً: - ها.. لعد تعيدها..!! ويجيز المقال دون تحفظ..!! هل يعني أنه «جريء» و«شجاع»..؟! أزعم أنه «مشاكس».. وهو لا يشاكس.. متصنعاً الشجاعة والجرأة.. لكنه يؤمن بما يشاكس به.. وتجاه أي مسؤول يبدي عدم رضاه عن مشاكساته.. يقدم حججه ويدافع عن وجهة نظره دون خوف أو مواربة.. وكثيراً ما كنا في «مكتبة» ونسمعه يجادل معالي المرحوم الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام حينها.. ليوضح وجهة نظره تجاه عتب الوزير من بعض ما أجاز نشره.. أو كتبه من نقد. بعد اليمامة تقلب في عدة مسؤوليات ومواقع إعلامية بارزة.. وكان في المقدمة دائماً.. لما يتمتع به من شخصية قيادية حازمة ومتواضعة.. ولمن لا يعرف.. فإن داود لم يبدأ في الصحافة.. لكنه بدأ على مسرح الجامعة ممثلاً زميلاً لناصر القصبي.. وتجاذبته في المسرح أهواء كثيرة بين الكتابة والاخراج والتمثيل.. لفترة زمنية قصيرة.. آثر العمل الصحفي والإعلامي عليها. أما تجربته الإعلامية كمقدم برامج فقد بدأت منذ نحو عشر سنوات عبر قناة «دبي» التي برز من خلالها وأثبت أنه وجه إعلامي مميز وجاد.. مع اضافة مهمة.. هي قدرته على جذب المشاهد بحضور عفوي ذي جاذبية خاصة وقبول يمثل أهم ما يتميز به المقدم التلفزيوني.. لأن هناك كثيرا من البرامج الجيدة التي تخرج منها وأنت تقول عن مقدمها «يا هو غثيث». لذا كان من السهل أن يكون مؤهلاً لتبوء موقع مميز كإداري في (MBC).. وموقع مميز في نجاحات البرامج التي قدمها.. ويقدمها حالياً. وما محاولة الكتابة عنه إلا نوع من «اللقافة» التي يحرض عليها الحب.. حمانا الله من سطوة المحبة.