ولأنه من آل البيت ومن أسرة هاشمية شريفة فإننا كنا نسبق اسمه بلقب السيد.. وأعني معالي السيد إياد مدني وزير الثقافة والإعلام الأسبق الذي ترجل عن منصبه بعد ان أدى الأمانة على أكمل وجه. عرفته في منتصف القرن المنصرم الهجري رئيساً لتحرير سعودي جازيت التي تصدرها ولا زالت مؤسسة عكاظ الصحفية الرائدة.. الى جانب انه ايضاً ابن بار لأديبنا المدني الكبير امين مدني الذي يعرفه كل أبناء الوطن كمؤرخ ولغوي من جيل الأصالة وإثبات الذات. تزاملت معه وانا في عكاظ المؤسسة فتى في مقتبل العمر وان كان يمارس عكسنا الصحافة من اليسار الى اليمين والعبد لله يكتب بلغة الضاد.. ولكنه كان يكتب ايضاً مقالات اجتماعية وسياسية بلغة الضاد تجعل المرء يحتار في تاريخه وتخصصه وابداعه الصحفي. واختير من رئاسة تحرير الصحف الى الوزارة بمكرمة ملكية وثقة.. كان جديراً بها لتبوُّء وزارة الحج وقدم من خلالها تحايا وإنجازات عظيمة وملموسة.. جعلته ينطلق الى منصب وزاري آخر في مجلس الوزراء السعودي.. فاعطى حقيبة الاعلام التي اصبحت بعد ذلك الثقافة والاعلام.. فقدم من خلالها انجازات واعمالا بارزة جعلت من اعلامنا القدوة علامة مميزة في تاريخه.فقدم قناة الاخبارية الشبابية الجديدة.. التي استطاعت ان تلفت الانظار بأخبارها ونجومها من الشباب الجدد.واعطى للصحافة والصحفيين المزيد من الحرية في الكتابة وعرض الاراء الصادقة.. وجعل الشفافية عنوانا لكل الاعمال الاعلامية بدفع وتشجيع من ولاة الامر.اهتم بالادباء والصحفيين.. وجعلهم يشعرون باهميتهم واعمالهم من خلال التقرب اليهم ومشاركتهم الافراح والاتراح بالكلمة والتواصل الجميل من معاليه. لم يتغير كانسان ومثقف يعرف ما يريده المثقفون السعوديون من وزيرهم وكان مسؤولا بمعنى الكلمة.. يقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه.. فاستحق احترام الصغير والكبير. كان يؤمن بالنقد البناء والموضوعي.. ويحرص على الاهتمام باصحابه.. ولا يلتفت لمن يريد الكتابة من اجل الحضور ولفت النظر فقط.. او للمصالح الشخصية. كان قريبا من ارباب الكلمة.. يعرف ما يريدون فقد مارسها عن قرب وعرف معنى اية هذا الزمان (الصحافة) فحرص على تطويرها ونموها باسلوب حضاري وانساني.. وكان في خاطره الكثير من الاعمال الاصلاحية والآمال التي لم يستطع ان يحققها في الفترة التي عمل فيها كوزير للثقافة والاعلام.. واعتقد انه سيعود هذه المرة الى المجال كخبير اعلامي متمكن.. ويختار الاعلام مرة اخرى كعمل وتخصص ليقدم لنا جهده وعلمه الواسع من خلاله بأسلوب جديد ومتطور. ولأننا لم نتعود ان نكتب كثيرا ومع الأسف عن المسؤولين الكبار بعد التخلي عن المنصب أو نهاية المشوار.. فقد وجدت نفسي اكتب بصدق هذه الكلمات البسيطة المتواضعة كتحية لرجل في قامة وزيرنا السابق معالي الاستاذ السيد اياد امين مدني.ابن المدينة الغالية التي تضم في ارضها الطاهرة سيد الانبياء.. واقول لمعاليه شكرا يا سيد.. على كل ما قدمته للوطن ولنا كاعلاميين.. من تحايا وانجازات واعمال وطنية ملموسة وخالدة متمنيا لك المزيد من التوفيق في اعمالك الاعلامية والانسانية القادمة للوطن والناس.. مع خالص الود. ناشر ورئيس تحرير مجلة العقارية عضو هيئة الصحفيين السعوديين