توماس فريدمان صحفي أمريكي معروف وكاتب في صحيفة النيويورك تايمز الشهيرة ، وهو منظر العولمة الأمريكية ، ومهتم بشؤون الشرق الأوسط ، وبالمناسبة هو كاتب أمريكي غير متعصب ومعترف بحق الشعب الفلسطيني ومن أكثر الكتاب متابعة في شؤون الشرق الأوسط وصاحب كتاب " بالطول والعرض " عن الإسلام والشعوب العربية، قرأت تعليقا لأحد الكتاب يتناول مقالة لهذا الكاتب عن النفط والتعليم ، فبحثت عن هذه المقالة المترجمة، وتحليل الكاتب عن الثروة النفطية والثروة التعليمية ما بين الشرق والغرب، إذ يقول هذا الكاتب أن تايوان هي أفضل الدول لديه لأنها بلد بلا موارد طبيعية ولكنها تحتفظ برابع أكبر احتياطي نقدي على مستوى العالم ! فهي بدل من أن تحفر في الأرض بحثاً عما في باطنها من ثروات طبيعية، فقد حفرت في استخراج مواهب وطاقات وذكاء شعبها البالغ 23 مليون نسمه من الرجال والنساء وهي بالمناسبة قريبة من عدد سكان المملكة! مع الاختلاف الجذري في التفكيروالانتاجية، ويقول هذا الكاتب أن شعب تايوان هو أسعد شعوب العالم ! لماذا؟ لأنه ليس لديه نفط! ولا حديد خام ولا ثروات طبيعية ولا ذهب ولا ألماس، ولهذا السبب تطورت لدى الشعب ثقافة وعادات شجعت على اكتشاف المواهب والقدرات العقلية والبشرية. الغريب في الأمر ما أشار له الكاتب عن دراسة مثيرة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية “OECD” ، تذكر بوجود علاقة سلبية مهمة بين ما يكتنزه البلد من موارد طبيعية وبين معارف طلابها ومهاراتهم في مراحل التعليم، بمعنى أن هناك علاقة سلبية بين الثراء المتحقق من الموارد الطبيعية كالنفط وبين مخرجات التعليم !، فقد حقق طلاب سنغافورة وفنلندا وكوريا الجنوبية واليابان أعلى الدرجات في حين لا تتمتع بلادهم بموارد طبيعية كبيرة، بينما نال طلاب قطر وكازخستان وغيرها من الدول التي تزخر بالثروات الطبيعية وبالتأكيد معها السعودية ودول الخليج والجزائر وإيران أسوأ النتائج !!. ويخلص الأمر الى أنه إذا رغبنا في معرفة كيف سيتصرف بلد ما في القرن الحادي والعشرين فلا يحسب باحتياطاته من النفط ! أوالذهب ، بل الى كفاءة مدرسيه العالية والتزام طلابه، وعلى جودة التعليم، فمن المؤكد أن توفر النفط والغاز والمعادن أمر رائع حيث من الممكن أن نشتري بها الوظائف، لكن من شأن ذلك، إضعاف المجتمع على المدى البعيد إلا إذا أستخدمت في بناء مدارس ذات جودة عالية وترسيخ ثقافة التعليم المستمر باتجاه الحياة، في الختام هل نتفق مع رأي توماس فريدمان ؟ أم أننا بالنفط وثروة البترول قادرون على بناء الدولة والإنسان العصري، وماهي العلاقة المشتركة بين ثروة النفط وثروة العقول ؟.