لقد حبى الله جل وعلا منطقة عسير بأجواء صيفية رائعة اضافة الى تمتعها بغطاء نباتي مميز نظرا للتكوينات الجبلية التي تطغى على مظاهر السطح بالمنطقة والتي عادة ما تتساقط عليها الامطار وبغزارة خلال موسم الصيف ما يساعد على نمو وتكاثر تلك الاشجار التي تغطي مساحات واسعة من جبال المنطقة ومتنزهاتها البرية المختلفة. ولذا كانت السياحة البيئية من اهم عوامل نجاح السياحة بمنطقة عسير فالسائح عندما يتجه الى تلك الاماكن يشاهد الغابات الكثيفة من اشجار العرعر الجميلة والمميزة والتي تعطي السائح منظرا سياحيا قلما يجده في امكان اخرى. وتعد شجرة العرعر من الاشجار الكبيرة والمعمرة والنادرة ايضا وهي تنتشر على سفوح الجبال وتعتمد المتنزهات الوطنية بعسير على هذه الشجرة لجذب العديد من الزوار وخاصة متنزه السودة السياحي ومتنزه الملك عبدالعزيز المجاور له كذلك متنزه الفرعاء والجرة وطور ال يزيد. هذا وتختلف النشاطات المتعلقة بالأشجار فالكثير من المصطافين يفضل الاستظلال تحتها بينما يرغب البعض في ممارسة الشواء واشعال النار ، هذه الاشجار ورغم ما تقدمه من اجواء للزوار إلا انها تعاني من مشاكل عدة فيما يتعلق بالحفاظ عليها فعادة ما تكون عمليات الشواء ملاصقة لجذوع تلك الاشجار مما يؤدي الى الحاق الضرر الكبير بها ومن ثم موتها بعد ان كانت قائمة ومعمرة لعشرات السنين. الامر الذي دفع وزارة الزراعة بالمنطقة للتنبيه على أهمية الحفاظ على هذه النبتة بالإضافة إلى محاولة استزراعها في متنزه السودة ليعاد تأهيلها. من جانبه أكد مدير متنزه عسير الوطني سعيد بن علي يعن الله أن هنالك خططا وبرامج مختلفة نفذتها وزارة الزراعة بالتعاون مع الجامعات الوطنية من ابرزها جامعة الملك سعود، والمنظمة العالمية للأغذية والزراعة «الفاو» على مر السنوات السابقة تكللت بالنجاح المميز واللافت، موضحا أن إدارة المتنزهات قامت بتوسعة المشتل الخاص بأشجار العرعر لتصل طاقته الإنتاجية إلى ما يزيد على 11 ألف شتلة، حيث جرت زراعة أكثر من 4700 شتلة خلال الفترة الماضية وتجري الاستعدادات حاليا لزراعة ما يزيد على 4 الاف شتلة جديدة تكون رافد قويا للمتنزه. غابات العرعر وذكر أن إدارة المتنزه أبرمت اتفاقية تعاون مع جامعة الملك سعود لتطبيق بعض تقنيات حصاد المياه كأدوات لتأهيل النظام البيئي للعرعر في متنزه السودة السياحي ، ومنها دراسة أثر انضغاط التربة وتعريتها ومعدلات تخلل المياه للتربة وتأثير العوامل على نمو وتدهور أشجار العرعر وتقليل الجريان السطحي للمياه وحماية مساقط المياه، مشيراً إلى أن أشجار العرعر تعرضت خلال السنوات الماضية للموت والتخريب بفعل يد الانسان مما استدعى تنفيذ برنامج عمل بدأ بإزالة جميع الأشجار التالفة وتم التخلص منها بطريقة علمية وتقليم بعض النباتات التي شارفت على الهلاك فيما جرى تنفيذ عقوم ترابية حول أشجار العرعر وتمت حراثة الأرض وعمل شبكة ري. وشدد على ان هذه المجهودات المقدرة من وزارة الزراعة ممثلة بفرعها بعسير وادارة متنزه عسير الوطني للحفاظ على هذا المخزون النباتي المهم والذي يعد الرافد الاهم والداعم الاكبر في سياحة المنطقة والذي بات يشكل العنوان الاهم للباحثين عن الجمال والهدوء في احضان الطبيعة لا بد وان يقابل بالكثير من العناية والمحافظة التامة لكل القادمين من المصطافين وابناء المنطقة لتك المتنزهات لتتضافر الجهود جميعا نحو الرقي بسياحتنا الداخلية النقية التي يسعى لها الجميع. الاشجار وقد سقتها الامطار بالسودة الشواء الجائر قد يهدد هذا المنظر