تنطلق قريباً فعاليات مهرجان "الأسياح" الصيفي، ولست متأكداً عما إذا كان الشعار هذا العام "ابتسم أنت في الأسياح" أو قريباً منه، وإن كان كذلك وأصر القائمون بالمهرجان على هذا الشعار فلا بأس بذلك، لكن وحتى نكون منطقيين فإنه من الأولى أن تستبدل مفردة "ابتسم" بكلمة "تلطم" ليصبح الشعار "تلطم أنت في الأسياح!"؛ تماشيا مع الواقع والحقيقة التي تعيشها المحافظة. وحتى ننأى بأنفسنا عن تهمة التدليس والغش؛ فالأسياح لا شك أنّها جميلة بأهلها ومعطرة بسيرهم، لكنها في الحقيقة والواقع تغرق هذه الأيام بروائح مياه الصرف التي لم تسلم منها أيّ قرية أو مدينة، ولم يتبق للمصلحة إلاّ أن تواجه المشكلة على طريقة "ناطح السيل بعباته"، حيث اعتمدت على صهريج شفط واحد بعدما تعطل الثاني، فهذا الوايت يتشاركه نحو (30) ألف نسمه هم سكان المحافظة، وحتى يغطى العجز ويسكت صيحات الاستغاثة التي لا تنقطع فإنه يمر في ال"رد" الواحد على أربع إلى خمس "بيارات"، ويفترض أن يغطي قرابة (10) مدن ومراكز في المحافظة على امتداد حوالي (50 كم)، وإن كان هناك مدينتان أو ثلاث من حسن الحظ أنّ لديها مشروع "تصريف سيول"، فاضطر المواطنون إلى "خرم" تمديدات تصريف السيول تلك واستخدامها ل"فنك زنقة" بعض شوارعهم من طفح الصرف الذي يغمر أيضاً مواقع تعد الوجه الحضاري للمحافظة. وحتى نكون منصفين، فالمشكلة لم تكن مشكلة تخصيص مشروع للصرف؛ لأنّ المشروع موجود ومنذ عدة سنوات -ولو أنّه لم يشمل كل مدن ومراكز المحافظة-، إلاّ أنّه عطل بسبب مشاكل تداخل الملكيات التي تقول الجهات المعنية انّها ضمن حدود المصلحة العامة، ويقول بعض المواطنين انهم يملكونها بموجب إقطاعات سامية وصكوك شرعية، ودخلت المشكلة معمعة وتسويف اللجان وتأخر حسمها؛ مما جعل المشروع ينقل في كل مرة إلى مواقع أخرى، وحتى يخرج المشروع من مقبرة اللجان فإن أقلّ ما يطالب به أهالي المحافظة في الوقت الحالي تعزيز "وايت" الشفط بعدد من الصهاريج إلى أن تفرج كربتهم.