مضحك أمر سكان حي قويزة الشهير بسيول جدة، فعلى غير ما اعتدنا من تخوف سكان الأحياء العفوية من مشاريع التطوير أن تذهب بما يملكون، ينادي سكان قويزة بسرعة التطوير عل وعسى أن تنتهي مشكلتهم التي بدأت مع السيول ولم تنته حتى الآن، بجريان عيون المياه العذبة على مسافة تزيد على 400 متر من بدايته شرقا وحتى الخط السريع شرقا. الغريب أن الأمانة وشركة المياه الوطنية، رفضتا بقصد أو غير قصد أن تزول معاناة السيول الشهيرة من أذهان السكان الذين حاولوا جهدهم في محو تلك الآثار الحزينة، فبعد يأسهم عمدوا إلى مقاولة شركات خاصة لإصلاح ما أفسدته السيول، بمبالغ تجاوزت 750 ألف ريال، ولكن ما زالت المعاناة مستمرة، مع كل ضخ للمياه «العذبة» التي لا غنى لهم عنها، فتطفح شوارعهم بالعذب والآسن، رابطة ذكرى السيول بذهنية السكان. جهود ذاتية يقول المواطن إبراهيم الزهراني (من سكان الحي): تم إصلاح شارع باعطية وهو احد أشهر شوارع حي قويزة قبل شهر من الآن من قبل سكان الحي حيث تبرع 4 من المواطنين بملبغ 400 ألف ريال بواقع 100 ألف عن كل منهم، وتم التعاقد مع شركة قامت بحفر الشارع، وتثبيت أنابيب بقطر متر واحد على طول الشارع لسحب المياه الآسنة، على مسافة قاربت 3 كيلو مترات، وانتهت المشكلة مع المياه الجوفية في ذلك الشارع. وأضاف: بعد ذلك طبقت التجربة على شارع صغير مجاور لمسجد التقوى، عن طريق تركيب أنابيب صرف 6 بوصات، لسحب المياه الآسنة التي تصب تحت أساسات المنازل، على مسافة قاربت الكيلو مترين باشتراك 40 مواطنا في دفع تكاليف المشروع البالغة 350 ألف ريال. وطالب سكان حي قويزة الشعبي المسؤولين بسرعة طرح وتنفيذ المشاريع التطويرية لمعالجة المشاكل التي يعاني منها الحي الذي سكنوه منذ عشرات السنين، ولعل أبرزها المياه الجوفية التي عاودت الظهور رغما عن مشاريعهم الذاتية. المياه الجوفية وذكر مواطنون في حي قويزة أمس ل«عكاظ» ان المياه الجوفية غير معروفة المصدر أغرقت منازلهم، وتسببت في تفكيك أساسات المنازل الشعبية التي يسكنونها، وقالوا إن هذه المياه تبلغ ذروتها مع ضخ شركة المياه بالضغط المباشر، الذي يستمر 5 أيام متتالية، في ظل ضعف التوصيلات الداخلية التي تمد منازلهم بالماء العذب، وصغر الخزانات الأرضية لديهم. اتهام العين وأوضح المواطن أسامة الجهني ان المشكلة لديهم تخرج منذ صب العين المياه لمنازل الحي المياه، فتطفح في الشوارع، وتسيل على مسافة أكثر من 400 متر. ويقول المواطن حسين المحمدي ان المشكلة لديه، أن هناك تسرب ماء من تحت المنزل، ووصل إلى غرف نوم أطفاله، وأخذ يظهر على السطح منذ أكثر من 4 أشهر، مضيفا ان هذه المياه الجوفية، تملأ «البيارات» ويضطر إلى شفطها مرتين يوميا وقت طفح المياه الشديد، وراتبه يذهب كله في شفط المياه. وأكد السكان أنهم رفعوا العديد من البلاغات للأمانة وشركة المياه الوطنية من اجل إصلاح الخلل، وإلى اليوم لم يحدث جديد رغم كثرة الشكاوى، مجمعين على أن أكبر مخاوفهم انتشار الأمراض الوبائية. تراكم النفايات عوض الزهراني وخالد علي وسعد سليم الجهني وخالد المطيري، قالوا بصوت واحد: في حين لا يمكن حبس أطفالنا في المنازل كالمساجين، لا يمكن أن نصف مناظرهم في الشوارع، وهم يلعبون بين أكوام النفايات المتروكة باليوم واليومين، وأحيانا يمر الأسبوع دون أن تمر عليها سيارة النظافة، مما يجعل الحشرات تتكاثر فيها كبيئة مثالية، إضافة إلى انتشار البعوض في ظل ضعف الرقابة من قبل فرق الأمانة. ويحمل المواطنون الأمانة مسؤولية الكارثة الصحية المنتظرة، ويناشدون الجهة المعنية التدخل الوقائي، متسائلين عن حال العمليات المشتركة بين الأمانة والشؤون الصحية عندما تحل الكارثة بالسكان. علم وتجاهل وقال المواطنان سالم المالكي وفهد السروري، إن الوضع خطير جدا، وأوصلنا الموضوع إلى المسؤولين في الأمانة، وكذلك في الشؤون الصحية، وكذلك مركز الوقاية الصحية، وشؤون البيئة، والجميع لديهم علم بالوضع القائم ولكن.. لا تحركات فعلية. من جهته، أكد مدير شركة المياه في محافظة جدة عبدالله العساف، ل«عكاظ» أن مشكلة تدفق المياه في الشوارع شرق الخط السريع، تعود إلى مشكلة طفح مياه الصرف، وأن السبب يرجع إلى وجود شبكة تصريف معطلة، إضافة إلى كثرة حفريات مقاولي الأمانة في الشوارع الرئيسية، حيث توجد أنابيب الشركة مما يؤدي إلى كسرها.