صدر عن دار التنوير في بيروت طبعة جديدة من السيرة الذاتية للأديب السعودي الراحل عزيز ضياء بعنوان"حياتي - مع الجوع والحب والحرب". تتكون السيرة من مجلدين فهي ليست تسجيلاً لحياة طفل ترحل مع أهله بين موطنه، المدينةالمنورة، ومدينتي حماة وحلب في نهايات الحرب العالمية الأولى 1916، إنها صورة المتغيرات الكبرى في المشرق العربي بعد انهيار السلطنة العثمانية وقبل تشكل الدول الحديثة. ينتمي ضياء إلى عائلة تركمانية استوطنت المدينةالمنورة أتت إلى الحج من أصقاع العالم الإسلامي المتباعدة وبقيت في الديار المقدسة وحملت لاحقاً الجنسية السعودية، والواقع إن صلاتها بأوطانها الأصلية انقطعت بتعاقب الأجيال والمتغيرات المتلاحقة بين الواقع والجذور. ومن الكتاب نختار المقطع الآتي: "لم أزل، حتى اليوم، أجهل كل شيء عن حقيقة العلاقة بين جدي وبين الباشا في المدينة، ثم بينه وبين الوالي أو غيره في حماة ثم في حلب. حكايا أمي عن هذه الأيام وقد سمعتها منها مرات ومرات، لم أجد فيها تفسيراً، أكثر من أن جدي كان شيخاً للطريقة النقشبندية وشيخاً للحجاج من القازق والتركمان. ولا أستطيع أن أفهم أثر هذه المشيخة على الباشا في المدينة أو في غيرها، بحيث كان رحمه الله يتمتع برعاية خاصة. منها على سبيل المثال أن جرايته من خبز الشعير في حماة ومن علب اللحم المفروم كانت وافية، وربما أكثر مما يحظى به الآخرون، فكانت أمي توزع بعضها على الجارات من أهل المدينة أو من أهل حماة. ومنها كذلك - وهو الأهم - استضافتنا في بيت الصابوني في حماة ثم في بيت الكيخيا في حلب". عزيز ضياء (1914-1997) كاتب وإعلامي ومترجم. أسهم في نهضة الأدب السعودي باكراً من خلال عمله في الصحافة والإذاعة. صدر له كتاب " حمزة شحاته: قمة عرفت ولم تكتشف"(1977). وترجم قصصاً عن الانجليزية صدرت في كتب بين عامي 1980-1984، وله مجموعات قصصية "سعادة لا تعرف الساعة" (1983)، و"ماما زبيدة" (1984) كما له نصوص روائية ومسرحية ومقالات نشرت في الصحافة جمعت في الأعمال الكاملة عام 2005 عن منشورات الاثنينية .