في الآونة الأخيرة انتشرت في بلادنا الكثير من المراكز والمحلات التجارية العالمية، والتي تحمل أسماء لامعة في عالم التجارة والتسوق وتحديدا المتخصصة باحتياجات المرأة المتنوعة. وبالطبع هذا الانتشار يعود إلى التوسع الاقتصادي والتجاري المتميز في بلادنا الحبيب، حتى أصبحنا نضاهي الدول المتقدمة بتنوع الاحتياجات التجارية ووفرتها، وقد احتلت تلك الدور العالمية حير لا يستهان به في مراكزنا التجارية ونقلت من بلادها كل متعلقاتها من مظهر خارجي وداخلي وبضائع بمستويات متفاوتة واهتمت بكل التفاصيل حتى الزوايا والأركان ولم تغفل حتى المظهر الخارجي للعاملين بها، وما يلبث الزبون بالدخول لتلك المحلات حتى يشعر بالمستوى الراقي والذوق الرفيع إن صح التعبير. ولكن يبقى سؤال هنا يطرح نفسه، هل نقلت تلك المحلات معها كل آليات العمل والأنظمة المتبعة كحقوق الزبون وثقافة التعامل معه؟ تروي له أحد الصديقات حادثة تجيب عن هذا التساؤل، فقد كان لها تجربة شرائية من تلك المحلات الكبرى لقطعة أعجبتها، والتي اكتشفت عند عودتها للمنزل بأن جزءاً من القطعة ممزق بالطبع التصرف الطبيعي هو ان تعيد القطعة بفاتورة الشراء لاسترداد المبلغ أو تبديلها كما هو متعارف عليه بقوانين تلك المحلات بموعد لا يتعدى اسبوع. احترمت الزبونة النظام والتزمت بارجاعها بالفترة المحددة.. بكل ثقة وقفت أمام المحاسب تحمل بيد القطعة وبالأخرى الفاتورة.. قدمتها للمحاسب وعرضت عليه حال القطعة.. تجاهل المحاسب وجودها لفترة.. وعاد لزبونه أخرى بدون أدنى تعليق متجاهل وجودها.. آثرت الزبونة الصبر والتزامت الهدوء حتى تتيقن من ان المحاسب بالفعل لم ينتبه لها انتهى المحاسب من ما بيده من مهمة مع الزبائن وعادت تروي وتفصل وضع القطعة ومن حقها استردادها.، في هذا الأثناء تكرم المحاسب بالرد عليها وبكل برود واستخفاف.. «ممكن أنت اللي قطعتها..» «لا أستطيع ارجاعها!!».. تقول: وقفت والذهول والدهشة المصحوبة بمشاعر الغضب تعتريني.. وحاولت تهدئة نفسي من باب احترامي لها وتبادر إلى ذهني في اللحظة نفسها شعارات تلك المحلات في بلادها الأم.. Customer always right «الزبون دائما على حق».. وبدأت أسأل نفسي: هل هذه الثقافة لا تتلاءم مع العالم الثالث؟ أو لا يستحقها؟ وتقول: لقد شعرت ان المحل عند انتقاله هنا قلب العبارة: Customer always wrong «الزبون دائما على خطأ». أسئلة كثيرة تواردت إلى ذهني واصبح يجري مقارنة قسرية بين وقوفك أمام المحاسب في تلك الدول المصدرة لتلك المحلات.. ووقوفك امام المحاسب في الدول المستضيفة».. وباقي الحكاية أطول مما تتصورون فقد اضطرت الزبونة لأن تستنجد بمن يدخل بممر باب المدير ومدير المدير حتى تأخذ قيمة هذه القطعة الذي لا يساوي كرامتها أو وقوفها أمام شخص لا مسؤول يتجاهل حق فرد لمجرد أن البعض تساهل بها. من جهة أخرى بالفعل الزبون يجهل حقوقه وواجباته مما شجع تلك الشركات المستنفعة بالحاق الضرر به والاستهانة بأبسط حقوقه وترفض نقل ثقافة التسوق وثقافة التعامل مع الزبون التي بدورها ستؤثر ايجابا في تغيير تفكير البعض وتعويده على احترام القوانين والوصول به إلى الالتزام بها.