قبل أربعة أسابيع قلت بأنه ووفقاً لمقاييس وحسابات ومعطيات مختلفة لا أرى في الأفق أي تغيير منتظر على شكل المنافسة في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال "المسمى غير مقنع بالنسبة لي"، وأكملت حديثي في المقال الذي عنونته ب"الهلال والأهلي غير النصر" والمقال الذي يليه "رئيس الهلال وسامي.. ما يفهمون" بجملة "أو لنقل وبشكل أوضح أن بطل الموسم الماضي هم الأقرب لنيل الكأس". وفي مكان آخر من المقال قلت: "أما الهلال والأهلي فمواجهتهما برأيي هي النهائي والفائز منهما أظنه سيكون البطل نظراً لفارق الإمكانيات بينهما والفرق المنافسة الأخرى. الآن اتضحت الأمور وتحقق ما ذهبت إليه قبل أربعة أسابيع ففاز الأهلي بالكأس وهو الأحق به والأجدر بالطبع لقاء المستويات المتميزة التي قدمها طوال الموسم الرياضي، وبالتالي بات الموسم الرياضي السعودي الحالي الأكثر منطقية في محصلته النهائية فالشباب والأهلي والهلال هم ثلاثي المقدمة في ترتيب فرق الدوري السعودي الطويل والمرهق والذي لا يصمد فيه وينافس عليه سوى الأندية القوية والقوية فقط فلا مجال للصدف ولا لضربات الحظ ولا حتى لأخطاء الحكام التي لا يمكن أن تدوم خلال 24 مباراة، وبالتالي فإن الأندية الأقوى هي من ينافس بينما تكتفي الأندية المتضعضة والضعيفة بالفرجة، وكتأكيد على ما سبق فاز الشباب بلقب الدوري وفاز الأهلي بكأس الملك كما فاز الهلال بكأس ولي العهد وهي المحصلة الأكثر منطقية عطفاً على عطاءات الأندية الثلاثة ومنافسيها طوال موسم كامل. الغريب أنه وبعد كتابتي لمقالي الأول وحتى الثاني واجهت هجوماً من بعض المتعصبين لأنني قلت رأيي بصراحة وأوضحت من خلاله أن النصر الحالي فريق متهالك وأنه حتى لو تجاوز الشباب والفتح بنشوة التصريحات والجماهير إلا أن الفوز ببطولة كبرى يعد أمرا صعبا عليه بوضعه الحالي فالبطولات الكبرى مهرها غالٍ واختصره في العمل المنظم والاستعداد المبكر والاستقرار والخيارات الجيدة في اللاعبين الأجانب والمحليين. * رئيس على المحك في الموسم الماضي والذي قبله قدم الهلال مستويات أكثر من رائعة سلب من خلالها ألباب المتابعين الذين أجمعوا على تفرده حتى فاز الهلاليون بقصب السبق في الجوائز الموسمية التي تمنح للأفضل، ومع ذلك ومع ختام الموسم لم تقتنع الجماهير بعمل الإدارة رغم فوز الهلال بلقبي الدوري وكأس ولي العهد؛ لأنها باختصار تريد المضي في البطولة الآسيوية حتى الفوز بكأسها. ومن رأى التذمر الكبير الذي بدر من جماهير الهلال وقتها يستغرب ما يحدث حالياً، فالهلال الآن ينافس للوصول لدور الثمانية آسيويا بمعنى أن خطوات أربع فقط هي ما يفصله عن الفوز بالبطولة الآسيوية التي انتظرتها تلك الجماهير كثيراً ومع ذلك هي ليست راضية. وإن كنا نجمع على أخطاء الإدارة الهلالية المتعددة في الموسم الحالي، إلا أن الفوز على بني ياس يوم الاربعاء المقبل في دور الستة عشر سينقذها من هجوم جماهيري وغير جماهيري محموم منتظر وبالتالي سينقذ موسمها أمام الجماهير الغاضبة على الأقل والتي ستنتظر في كلا الحالتين إصلاحات جذرية على مستوى الفريق الأول.