أكدت في مقالي الأحد الماضي أنه وفقاً لمعطيات وحسابات مختلفة لا أرى في الأفق أي تغيير منتظر سيطرأ على شكل المنافسة في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، أو لنقل وبشكل أوضح أن أبطال الموسم الماضي هم الأقرب لنيل الكأس، واستبعدت تجاوز الشباب للنصر ووصوله للدور نصف النهائي؛ كما أكدت أيضاً على أن النصر حتى لو اعتمد على نشوته في تجاوز الشباب فإمكانيات لاعبيه لا تسمح له بتحقيق بطولة كبرى. ما ذكرته قبل اسبوع حدث أو على الأقل لنقل تأكد نصفه وتبقى الصبر لنعرف حقيقة نصفه الثاني. أما الهلال والأهلي فمواجهتهما برأيي هي النهائي والفائز منهما أظنه سيكون البطل نظراً لفارق الإمكانيات بينهما والفرق المنافسة، وهو ما قلته مسبقاً وأكرره اليوم أيضاً، لأن الجميع ربما يوافقني الرأي بأن المنافسة متى استمرت في وضعها الطبيعي فالكأس لن يتجاوز الفائز غدا، وعلى الرغم من الأهمية القصوى لمباراة الإياب في جدة إلا أن نتيجة مباراة الفريقين في الرياض ستحدد وبشكل كبير طرف النهائي بل بطل الكأس. * ضربت إدارة الهلال خلال الأيام الماضية مثالاً رائعاً لحنكة الإدارة وقدرتها على تجاوز الظروف والمشكلات في الوقت المهم، وما تعاقدات الهلال الأخيرة إلا جزء من ذلك الفكر الذي ربط مصير الفريق الأزرق بالبطولات، ففي الوقت الذي وجد فيه المتصيدون مجالاً لمحاولة ضرب الفريق بعد اخطاء التعاقدات والمعسكر الإعدادي والمدربين وبعد أن ظنوا بأنهم حشدوا الجماهير ضدها بتمجيد معارضيها ووصف المؤيدين والمحايدين بالمطبلين ونقدهم القاسي بعد كل مباراة حتى تلك التي يفوز بها الفريق؛ تدخلت في الوقت المناسب تارة بالتصريحات المتزنة منها ومن أعضاء شرف الفريق وأخرى بتعاقداتها الرنانة مع لاعبين يحتاجهم فريقها وتتمناهم جماهيره وقبل هذا وذاك وصلوا للمنتخب في سن صغيرة كدلالة على نجوميتهم وتألقهم في خانات مهمة والمواهب فيها نادرة. وما أستغربه حقيقة هو ذلك الهجوم المتكرر على شخصي رئيس النادي وعضو مجلس الإدارة سامي الجابر ولأتفه الأسباب، وكأنهما رجلان آليان ولا تنطبق عليهما الطبيعة الإنسانية المتمثلة في الخطأ والصواب إن في العمل أو حتى في القول، لأن هذين الرجلين تحديداً اكتسحا في العام الماضي استفتاءات وسائل الإعلام على مستوى رئاسة النادي وإدارة الفريق، فهل تغير الرئيس ومدير النادي المتميزان واللذان منحتهما الأغلبية الكاسحة من النقاد قبل عام الأفضلية وتمنوا تواجد نماذجهما في كل الأندية السعودية فجأة وأصبحا لا يفهمان في عملهما. الغريب أنهما ومن منطلق الاعتراف بالخطأ بداية التصحيح اعترفا غير مرة أمام الجميع بالأخطاء التي تتعلق بالمعسكر والتعاقدات، ومع هذا لم يشفع لهما ذلك الفكر الراقي أمام مهاجميهما؛ أما الأكثر غرابة أن فريقهما فاز في الموسم الماضي ببطولتين وفي الموسم الحالي فاز ببطولة وتبقى على الثانية خطوتان فقط ومازال ينافس وبقوة على الثالثة، فرفقاً بنا يا نقاد العواطف والمصالح حتى لا تخسر الكرة السعودية اثنين من أفضل الطاقات الإدارية التي عملت فيها.