فجأة وبدون مقدمات وجدت السينما المصرية نفسها في عالم الغناء وبدأت رحلة البحث عن أبطالها من سوق الطرب أملا في تعويض ندرة النجوم الشباب أو ارتفاع أجور أهل الكوميديا.وبالفعل يشهد الموسم الصيفي الراهن والذي يعتبر من أعنف المواسم السينمائية، يشهد هجوما غنائيا غير مسبوق على المنافسة، بدأ حارا من خلال (علي سبايسي) للمطرب الشعبي حكيم الذي يعتبر كارتا جديدا يجربه الإنتاج السينمائي معتمدا على نجاحه في إشعال الأفراح والحفلات بأغنياته الصاخبة التي تتوافق مع طبيعة المنافسة في الصيف وتتفق مع ميول جمهور هذا الموسم.ودخل حكيم السباق بفيلم كتبه بلال فضل وأخرجه محمد النجار وبطولة سمية الخشاب وعدد من النجوم لكن الأفيش يتصدر صورة واسم حكيم باعتباره عنصر الجذب لشباك التذاكر ويقوم بدور طبيب يعالج المرضى بالموسيقى والغناء.وبعد ثلاثة أسابيع من فيلم حكيم يدخل تامر حسني السابق بفيلم شعبي أيضا بعنوان (سيد العاطفي) لنفس المؤلف بلال فضل وإخراج علي رجب مع عبلة كامل ونور وزينة وطلعت زكريا في دور مختلف تماما عن دوره في فيلم (حالة حب) معتمدا على توليفة شعبية وأغنيات متنوعة ووجود عبلة كامل في دور سائقة تاكسي ومحاولات تامر لظهور مواهبه الدفينة في الرقص الشعبي والفتونة متمردا على رومانسيته لجذب انتباه الناس لجزء خفي في شخصيته بحدوتة تقليدية تم تقديمها في كل أفلام عبلة كامل السابقة!. وعلى نفس النهج يسير المطب الشعبي حمادة هلال بفيلم (عيال حبيبة) تأليف أحمد عبد الله وإخراج مجدي الهواري - بالمناسبة هو منتج وليس مخرجا لكنه يخرج فيلمه الثاني في زمن كل شيء ممكن !!- والبطولة بالطبع- لزوجة المخرج المنتج غادة عادل في ثالث ظهور لها في موسم الصيف بعد ملاكي إسكندرية وحمادة يلعب، والاعتماد علي حمادة هلال في شكل كوميدي وعلي أغنياته الصاخبة أو المثيرة للشجن والدموع في توليفة مصنوعة من أجل الضحك والبكاء واللعب ولا مانع من (شوية) حب ! بينما يستمر محمد فؤاد مع السيناريست أحمد البيه في تقديم أفلامهما المأخوذة عن بنات أفكار المطرب في شكل رومانسي ناعم مع توليفة من أفلام عبد الحليم وطفل يثير الشجن في القلوب وبطلة بوجه جميل ومجموعة من الإفيهات المصنوعة وعدد من الأغنيات التي تشبه بعضها وتشبه غيرها في أفلامه السابقة ليخرج فيلما بعنوان (غاوي حب) لمخرج يقدم نفسه لأول مرة وهو أحمد البدري بعد اعتذار محمد الشناوي عن الفيلم لضعف السيناريو والاختلاف في وجهات النظر مع محمد فؤاد. وهكذا تخلي الموسم الصيفي عن نجوم الكوميديا وبدأ يبحث لهم عن منافسين من أهل الطرب، وتخلي المطربون عن رومانسيتهم بحثا عن إيرادات أكثر تعطيهم الضوء الأخضر للاستمرار في سباق السينما المحموم ..ولا عزاء للفن السابع !