يتوقع أن يستغل الرئيس الاميركي باراك أوباما قمة مجموعة الثماني للتشديد على اولوياته في مجالي الاقتصاد والسياسة الخارجية، في وقت تهدد ازمة الديون في اوروبا الانتعاش الاقتصادي قبل ستة اشهر من الانتخابات الرئاسية التي يترشح فيها لولاية ثانية. وسيستقبل اوباما في كامب ديفيد المقر الرئاسي الريفي بولاية مريلاند، قادة الدول الصناعية الكبرى وبينهم وجوه جديدة امثال رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الحكومة الايطالية ماريو مونتي. وفي الوقت الذي يستعد فيه لخوض السباق الرئاسي لولاية ثانية في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل يعرب اوباما بانتظام عن قلقه من «الرياح المعاكسة» في اوروبا التي تؤثر على نشاط الولاياتالمتحدة حيث تتراجع البطالة ولو انها لا تزال بمعدل 8,1% اي ثلاث نقاط اكثر مما كانت عليه قبل ازمة 2008. وان كان اوباما اكد الخميس ان «اوروبا لا تزال في وضع صعب وذلك يعود جزئيا الى ان (قادتها) لم يتخذوا التدابير الحاسمة التي اتخذناها في بداية هذا الانكماش»، فهو يكتفي بالتشجيع بدون اقتراح اي اجراءات محددة، امام الازمة التي تضرب اليونان واسبانيا وتهدد استقرار القارة برمتها. وفي هذا الصدد قال اوري دادوش من مؤسسة كارنيغي ان القمة «ستشكل مناسبة للولايات المتحدة مع فرنسا وايطاليا وربما بريطانيا لمطالبة الألمان بمزيد من المرونة». لكن في هذا الموضوع لا يتوقع المراقبون ان تفضي القمة الى تغيير ملفت في السياسة. وراى ماتيو غودمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وهو مجموعة ابحاث اميركية، «ستكون محادثات اكثر منها حدثا يخرج بأفعال ملزمة». وان كانت القمة ستشهد اول مشاركة لهولاند ومونتي ونودا، فان الغائب الاكبر سيكون فلاديمير بوتين الذي استعاد منصبه الرئاسي في روسيا لكنه فضل ارسال سلفه رئيس الوزراء الحالي ديمتري مدفيديف الى كامب ديفيد لينصرف هو الى تشكيل حكومته كما اعلن رسميا. الى ذلك يتوقع ان يكون الملف النووي الايراني من بين المواضيع التي ستبحث في كامب ديفيد مع اقتراب موعد استئناف المحادثات مع الجمهورية الاسلامية في بغداد، فيما ينتظر ان يحذر القادة كوريا الشمالية من عواقب اي محاولة للقيام بتجربة نووية بعد فشل اطلاق صاروخ بعيد المدى الشهر الماضي. واثناء آخر قمة لمجموعة الثماني اثناء ولايته، يومي الجمعة والسبت، تليها قمة حلف شمال الاطلسي التي سيكرس الجزء الاكبر منها لموضوع افغانستان الاحد والاثنين في شيكاغو، يرغب اوباما ايضا في طرح عملية جديدة بهدف تحسين التنمية الزراعية في افريقيا. ودعا قادة بنين واثيوبيا وغانا وتنزانيا لهذه الغاية.