أكد خبراء اقتصاديون على أهمية الدور الذي تقوم به المملكة من أجل الحفاظ على استقرار الأسواق النفطية العالمية من خلال إعلانها المتكرر عن استعدادها لتزويد الأسواق النفطية العالمية بالبترول حالما دعت الحاجة إلى ذلك. وأوضحوا أن هدف المملكة يحقق الاستقرار للأسواق العالمية، حيث أن البيع في الوقت الراهن يحقق عوائد مجزية للاقتصاد الوطني لا سيما وأن المملكة تمتلك ثاني أكبر احتياطي وأكبر دولة منتجة للنفط. وأشاروا إلى أن التصريحات المتكررة على لسان وزير البترول المهندس علي النعيمي والتي تفيد بالتزام المملكة التام بالحفاظ على إمداد السوق النفطية العالمية بالنفط ضمن معدلات الحاجة الدولية لذلك أيا كانت وكيفما كانت ما هو إلا إحساس من المملكة بأهمية الدور الذي تقوم به تجاه العالم، كما أن رفع مبيعات النفط يخدم المملكة من خلال تحقيق إيرادات جيدة للمملكة. وتوقعوا بأن تكون هناك ارتفاعات في استهلاك الطاقة العالمي خلال فترة الصيف القادمة مما ينبئ باستقرار في أسعار النفط العالمية على المدى المتوسط والبعيد. د. فهد بن جمعة وقال المحلل الاقتصادي الدكتور حمزة السالم إن التأكيدات التي تطلقها المملكة من أجل إبداء جاهزيتها لأية احتياجات للطاقة على مستوى العالم ينبع من مساهمتها في الحفاظ على استقرار الأسواق العالمية. وبين السالم أنه يفضل التوجه للبيع في ظل الأسعار المرتفعة التي يمر بها النفط في الوقت الراهن نظرا للمردودات المجزية للاقتصاد الوطني والذي سيحقق الإيرادات المطلوبة لاقتصاد المملكة. وأكد السالم على الدور المهم الذي تقوم به المملكة انطلاقا من دورها المؤثر في الاقتصاد العالمي، حيث أنها تقوم بواجبها من خلال تأكيداتها على تزويد الأسواق العالمية بالنفط حسب الاحتياج وأنها مستعدة لأي تزايد في ارتفاع الطلب على النفط وأنها ستلبي هذه الزيادة، مفيدا بأن استمرارية ارتفاع أسعار النفط العالمية قد يسبب كساد اقتصادي للدول المستهلكة للنفط. من جانب آخر قال محلل أسواق النفط الدكتور فهد بن جمعة إن المملكة تعد صاحبة ثاني أكبر احتياطي عالمي للنفط بعد فنزويلا وأكبر دولة منتجة للنفط، وأن السياسة الاقتصادية التي تسير عليها المملكة خلال الفترة الحالية هي سياسة نفطية ناجحة لما في ذلك من إرضاء للعملاء ومحاولة لكبح جماح أسعار النفط من أي ارتفاع مستقبلي لما يشكله من تهديدات للأسواق العالمية. وأكد ابن جمعة على أن التزام المملكة بتزويد الأسواق العالمية بمتطلباته من النفط يؤكد على الدور المهم الذي تقوم به المملكة في إرضاء العملاء والحفاظ على أسعار النفط من أية ارتفاعات مستقبلية، كما أن رفع معدل التصدير للنفط السعودي يحقق إيرادات جيدة للمملكة لا سيما وأن أسعار النفط تعد جيدة في الفترة الحالية. وأوضح بن جمعة أن الاحتياطي البترولي للمملكة يعد عمره الزمني ما يقارب 70 سنة، وأن هناك العديد من التقنيات الحديثة التي تقوم بها شركة أرامكو من أجل تقنين عمليات استخراج النفط مما سيعطي عمر افتراضي أطول مستقبلا. وأشار إلى أن توجه المملكة من خلال زيادة معدل الإنتاج ورفع الطاقة الإنتاجية للمملكة سيواكب فترة الصيف والتي سترفع من استهلاك الطاقة العالمي بنسبة 90%. وتوقع بن جمعة أن يكون هناك استمرار لعمليات ارتفاع الأسعار خلال النصف الثاني من العام الحالي، وأن الأسعار ستبقى كما هي مرتفعة على المدى المتوسطة والبعيد نظرا لعامل الطلب المرتفع على الأسواق النفطية.