قال علماء من أمريكا إنهم اكتشفوا كثبانا رملية متحركة على سطح المريخ تشبه الكثبان النشطة على الأرض. وقال العلماء في دراستهم التي نشروا نتائجها امس الأربعاء في مجلة نيتشر البريطانية إن هذه الكثبان تتحرك مسافة تصل إلى أربعة أمتار ونصف كل مئة يوم. واعتقد العلماء لفترة طويلة أن الكثبان الموجودة على سطح المريخ ضاربة في القدم وأنها عبارة عن بقايا غير متغيرة تعود لمناخ غابر ذي غلاف جوي أكثر كثافة ورياح شديدة القوة. غير أن دراسات جديدة أثبتت وجود تحركات رملية على هذا الكوكب الأحمر غير أنها لم تستطع حسب العلماء توضيح ما إذا كانت هذه الكثبان تتحرك بشكل كامل حسبما أوضح الباحثون تحت إشراف ناثان بريدجيس من جامعة جونس هوبكينس. حلل الباحثون صورا التقطتها كاميرا في مسبار تابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا وهو مسبار قادر على التعرف على تفاصيل صغيرة جدا على كوكب المريخ. وتبين للباحثين من خلال هذا التحليل أن كثبانا بحجم 3ر2 متر مكعب تتحرك مترا كل عام أي بشكل مشابه للكثبان الرملية المتحركة في وادي فيكتوريا بمنطقة القطب الجنوبي. ويحاول العلماء الآن معرفة السبب وراء هذا النشاط المكثف للكثبان الرملية على المريخ لأن غلافه الجوي أقل كثافة مئة مرة مقارنة بالغلاف الجوي للأرض وهو ما يجعل من العسير رفع حبات رمال في هذا الغلاف إلا بفعل أعاصير قوية. لذلك يرى العلماء أن هذه الكثبان تعود إلى حقبة أخرى من الحقب التاريخية لكوكب المريخ انتهت قبل نحو ملياري عام وكانت تتميز بغلاف جوي أكثر كثافة بكثير عن الغلاف الحالي. كما لم يستبعد العلماء أن تكون آلية الحركة لحبات الرمال على المريخ مختلفة عما يتصورون وأن تلعب الجاذبية الأرضية المنخفضة على سطح هذا الكوكب دورا في ذلك حسبما يرجح الباحثون.