يمثل خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 ايلول/سبتمبر واربعة من اعوانه المفترضين امام محكمة عسكرية في غوانتانامو، مما يعتبر بداية لاجراء قانوني يمكن ان يطول لاكثر من عام. وبعد تسع سنوات من إلقاء القبض على المتهمين الخمسة في باكستان، امضوا ثلاثا منها محتجزين في سجن سري، ستوجه النيابة العسكرية الاميركية اليهم تهمة "المسؤولية عن تحضير وتنفيذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2011 في نيويورك وواشنطن وشانكسفيل (بنسلفانيا) والتي اودت بحياة 2976 شخصا"، بحسب البنتاغون. واضافة الى خالد شيخ محمد، الكويتي البالغ من العمر 47 عاما والذي اعلن مسؤوليته عن كل مراحل الهجمات، فان الاتهام سيوجه ايضا الى كل من اليمني رمزي بن الشيبة، والباكستاني علي عبدالعزيز علي الملقب بعمار البلوشي، والسعوديين وليد بن عطاش ومصطفى الهوساوي، وجميعهم يواجهون عقوبة الاعدام. واوقف المتهمون الخمسة في قسم يخضع لحراسة مشددة من سجن غوانتانامو المثير للجدل في كوبا. وسينقلون الى محكمة عسكرية تم تشكيلها خصيصاً لهذه الغاية. وستنقل وقائع الجلسات بتأخير 40 ثانية كما يمكن ان تتعرض للرقابة في حال اقتضت الحالة لذلك ، وسيحضرها عدد قياسي من الصحافيين بلغ 60 مراسلا بالاضافة الى نحو عشرة اشخاص من اقرباء الضحايا اختيرت اسماؤهم بالقرعة. وستبث الوقائع على شاشة عملاقة في اربع قواعد عسكرية على الاراضي الاميركية ، في اشارة الى مدى اهمية المحاكمة بالنسبة الى الرأي العام الاميركي. ويتوقع المراقبون ان يستغل خالد الشيخ محمد جلسات المحاكمة كمنبر لمهاجمة الولاياتالمتحدة التي يعتبرها "الشيطان الاكبر". وستكون اعمال التعذيب التي يقول المتهمون انهم تعرضوا لها خلال اعتقالهم في سجون سرية في صلب المحاكمة التي تعرضت لانتقادات شديدة من قبل محامي الدفاع بسبب غياب الانصاف والشرعية. وتعيد تلاوة البيان الاتهامي اطلاق الاجراء المتوقف منذ تولي الرئيس الاميركي باراك اوباما مهامه في البيت الابيض. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما يريد ان تتم محاكمة المتهمين الخمسة في مانهاتن، على بعد خطوات قليلة من "غراوند زيرو" حيث كان برجا مركز التجارة العالمي. ولكن الجمهوريين في الكونغرس، خصوم الرئيس الديموقراطي، منعوه من تحقيق رغبته هذه عبر حظرهم نقل المتهمين بقضايا ارهابية الى الاراضي الاميركية. وتأتي هذه المحاكمة بعد اكثر من عشرة اعوام على الاعتداءات الاكثر دموية في التاريخ، كما تأتي في الذكرى السنوية الاولى لتصفية زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الذي تبنى هذه الهجمات.