الملحن علي منصور: كان يجمع فناني الشرقية سنوياً في منزله تلقى الملحن السعودي صلاح الهملان خبر رحيل الملحن الكبير صالح الشهري بصدمة احتاج وقتاً كي يستوعبها، وفق ما قال لنا، وهو يتحدث عن حزنه لوفاة زميله في مجال الموسيقى والتلحين وجاره في الحي الذي يسكن فيه. وحول علاقته بالراحل يتذكر الفنان صلاح الهملان، قائلاً: "تعرفت على الفنان الراحل صالح الشهري من أيام نشاطنا الموسيقي في جمعية الثقافة والفنون بالدمام خلال عقد الثمانينيات، حيث كان صالح في ذلك الوقت رئيس قسم (لجنة) الموسيقى بالجمعية وكنا نحن في فرقة "الجاز" التي تتبع في تنظيم حفلاتها ونشاطاتها إلى اللجنة التي كان المرحوم الشهري مسؤولاً عنها وفيما بعد توثقت الصلة عندما انخرطنا في التلحين الغنائي، أضف إلى ذلك عندما جاء صالح الشهري للسكن في جواري بالحي الذي أسكن فيه (حي الشاطئ)، حيث ساهم القرب المكاني أيضاً في زيادة لقاءاتنا وتواصلنا الدائم، الذي بدأ في الأساس منذ أكثر من عشرين عاماً. صلاح الهملان ويؤكد الهملان أن صالح الشهري كان محبوباً من قبل الجميع وكان رحمه الله في تاريخ السابع والعشرين من رمضان في كل عام، يقيم مأدبة سحور، يلتقي ويجتمع فيها الأصدقاء والأحباب في بيته بالدمام، إلى أن بدأت حالته في التعب. أما عن رأيه الفني فيؤكد الهملان أن صالح الشهري يعد بلا شك رمزاً من رموز الأغنية السعودية، حيث ساهم بشكل كبير في نشر الأغنية السعودية إلى الخليجية والعربية. معلناً أن جيل صالح الشهري لا يعوض لما قام به من جهد في إظهار الأغنية السعودية وهو الجيل الذي عاش فترة صعودها أيضاً وكان صالح الشهري على رأس هذا الجيل. فيما قال الملحن السعودي علي منصور إنه "رغم قربي الجغرافي من الشهري حيث إني أعيش في المنطقة الشرقية إلا أنني التقيت معه مرات قليلة، تعد على الأصابع، ولكن في هذه اللقاءات القليلة، كنا وكأننا نلتقي كل يوم رحمه الله، وهو الذي لم نشعر معه أنه من جيل سبقنا.. كان يتواصل معنا كزملاء في الوسط الموسيقي". ويتذكر الفنان علي منصور، كيف كان يجلس مع صالح الشهري ويسمع الأخير ألحانه ويأخذ رأي الفنان الراحل فيها، مضيفاً: "وكنا في "جلساتنا الحلوة" أغني بعض ألحانه". ويتذكر مُلحن أغنية "انت غير الناس عندي" كيف كان الراحل يجمع الفنانين سنوياً في بيته، على مأدبة السحور الرمضاني "وكيف كان هذا اللقاء يفيدنا جداً في التواصل فيما بيننا أيام التسعينيات". علي البوري أما عازف البيانو الشاب علي البوري فيتذكر ذلك اللقاء الأول، الذي جمعه مع الفنان الراحل، عندما تلقى الإعجاب والتشجيع من صالح الشهري، في إحدى الجلسات وهو يشاهد بإبهار عزف البوري. ويؤكد العازف السعودي أن صالح الشهري كان فعلاً أبو الفنانين الشباب والداعم الأبرز والمشجع لكل المواهب الموسيقية الحقيقية في المملكة. ويرى البوري أن صالح الشهري كان بحق، نقلةً نوعية في عالم الألحان الخليجية. مضيفاً: "أن ألحان صالح الشهري من النوع "السهل الممتنع"؛ والتي وصلت ببساطتها إلى الكثيرين وهي من الألحان التي لا يمكن نسيانها أبداً، لما لها من قوة الإحساس وعذوبة الأنغام، إذ ان صالح الشهري على خلاف ما هو معتاد، قدم المقام السهل واللحن الذي يبقى عالقاً في الأذهان من جماله كما في أغنية (رهيب)، ويرجع عازف البوري السبب إلى البيئة الخليجية والشرقاوية التي ترعرع فيها الفنان الراحل واستطاع بنشاطه أن يؤثر فيها ويكون عضواً فاعلاً ليس في الوسط الفني في الشرقية وإنما في الخليج العربي ككل.