أقام الفنان السعودي الدكتور ابراهيم الحمر معرضه الشخصي السادس (الكحيلات) في صالة اتيليه جدة للفنون الجميلة، يوم الأربعاء الماضي، قدم خلاله خمسين لوحة تشكيلية جميعها عن الخيل العربي. ويرى الفنان والناقد محمد المنيف ان الفنان الحمر يتناول في اعماله جماليات الخيل العربي ورشاقتها وعنفوانها, هدوءها وصخبها وجموحها وهذه الخيل التي يعرفها الحمر عن قرب كونه طبيباً لها وصديقاً مقرباً من كل تفاصيل حياتها، فرسمها بريشة تحمل شفافية الوان ورقة الفراشة وسلاسة الفكرة وبساطة الشكل, فإبراهيم الحمر لا يرسم الخيل نقلا ًوتصويراَ مباشراً بقدر ما يراها من الدخل من وجدانه ومن ذكريات جعلت الخيل الأقرب إلي روحه وإحساسه. ويضيف المنيف ان الحمر فنان مسكون بالابداع عشق الالوان والخطوط ورسم كل ما يحيط به من مظاهر الحياة لكن وجوده بين الخيل فرض عليه أن تكون قضيته وعشقه, ويمتلك القدرة علي التلوين ويجذبك احساسه واختار الزوايا الجميلة في إيقاع حركة الخيول. ومن جانبه يؤكد هشام قنديل مدير الاتيليه أن طبيب الخيل إبراهيم الحمر أصبح عاشقاً لها, يعايش أحوالها وكل ما يحيط بها, عاش لحظات عنفوانها وتمردها, وعاش أوقاتها العصيبة في تمردها وعاش لحظات انكسارها. ويضيف قنديل أن الخيل عند الطبيب الفنان ابراهيم الحمر ليس مجرد شكل جمالي متناسق يشهد بروعة الخالق فحسب بل أصبحت عالمه فكرس كل ملكاته لها وأخذت من وقته كطبيب لكنه في وقت راحته لم يستطع الفكاك من سحر الخيل عنده فأخذ يمارس هوايته في رسمها بكل بساطة وتلقائية وعدم تصنع فأعطانا مزيداً من السحر في لوحاته جعلت الخيل كائنات عاقلة محاورة أحياناً وأحياناً أخري كائنات فلسفية. أبراهيم الحمر وعيون الخيل في لوحات الحمر تبوح بالكثير فلم تكن الخيل هنا زينة لنركبها بل كانت لها همومها وافكارها, وما تحبه وما تكرهه، لعل ما يميز لوحات الخيل عنده أنها تصور الخيل في حالة حركة دائبة فهي لم تكن جمالاً محضاً كما عند فنانين آخرين بل هي كيان يستحق الملاحظة والحوار ويستحق ان يكرس لها حبه إلى درجة الوله. لوحاته مفعمة بالالوان وجاءت خلفيات لوحاته ثرية بالالوان مكملة لمقدمتها وتحاور موضوعها وهو هنا لم يعزل الخيل عن عالمها ليحولها إلى كائن في فراغ ,على العكس دخل في خضم عالم وعايش أحوالها وأهوالها سكناتها ولحظات جنوحها لتخرج لنا لوحاته عالماً خاصاً البطل فيه هو الخيل ونحن عشاقاً نتتبعها في طريق رسمه لنا الفنان بصدق وعفوية ليظهر لنا ويمنع، وليمنح ويمنع يتلاعب بالألوان ويراقص الخيل على صوت مزمار ينبع من دمائه العاشقة لتكتمل لوحاتها التي كرسها للخيل والخيل فقط فلولاها ما رسم ولولاه ما عاش. ما يجدر ذكره أن الفنان الحمر أقام خمسة معارض شخصية في كل من: الرياضوجدة وأبو ظبي، إضافة إلى مشاركاته المتعددة في كثير من المعارض الجماعية داخل المملكة وخارجها.